نادَيْتُ عُمْري – أنفاس الشعر (على البسيط)

عبد الصمد الصغير| تطوان – المغرب

 

قالَتْ: مَتى سَتَكـونُ الْكُـلَّ في أَمَـلِي؟

قُلْتُ:انْظُري مااعْتَراني وَافْهَمي جُمَلِي

///

بـانَتْ بِلَا عَهْـدِهـا لا تَـشْـتَـهي رَجُـلاً

شاخَتْ فكَيفَ يَكونُ الْحُبُّ مِنْ رَجُـلِ

///

لَمّـا رَأَتْ مَـحْـذَرِي هَـبَّـتْ إِلـى كَـلِـمٍ

قامَتْ وَ قالَتْ كَـلاماً يَعْـتَري خَـجَلِي

///

أَرِني بَريـقَ الْهَـوى كَيْ أَقْتَـفي أَثَـرِي

كُنْ لي رَجاءً يُنـادي  وَ اسْتَبِقْ أَمَـلِي

///

كُـنْ لي إِمـامَ الْهَـوى في كُـلِّ سـائٍلَةٍ

وَ كُنْ كَلَيْلِ الْهَوى في عـاشِقٍ وَ طُـلِ

///

اِرْجِـعْ لِنَـفْسِـكَ قَـدْ ضـاعَتْ مَعالِمُـها

مَبهـورَةً لَمْ تُـطِقْ صَبْـراً عَلى الْحِوَلِ

///

وَ اخْـتَـرْ لِعِـشْقِـكَ أَلْـوانـاً تَليـقُ عَلى

مَنْـذورَةٍ لِـعَـظـيـمِ الْـوَجْـدِ وَ الْـقُـبَـلِ

///

قَدْ عِشْتَ تَبْتَزُّ نَبْضَ الْخَلْقِ  مُنْفَطِـراً

حَتّى انْطَفى قَلْبُكَ الْحَرّاقُ في الْمُقَلِ

///

كْـلُّ الْمَشـاعِرِ لَمْ نَعْـثُرْ  لَهـا فَرحـاً

وَ لا رَأى الْوَقْتُ فيـها وَثْبَـةَ الْأَمَـلِ

///

أَيْقَـظْتِ أَيّـامَنا فَاسْتَنْهَـضَتْ زَمَنـاً

عَذْبـاً صَبِـيّاً جَميـلاً مُظْـهِراً حُلَـلِي

 ///

نادَيْتِ عُمْري أَتى طَوْعاً وَقالَ بَلَى

أَضْرَمْتِ ناراً ، لَهيباً ، يَقْتَفي عَطَلِي

///

لَقَـدْ هَــوَى بَلَـدٌ  مِـنْ بَـيْـنِ أَفَـئِـدَةٍ

حَتّى اخْتَفى أَصْلُنا وَعاشَ بِالدَّجَلِ

///

لِلّٰهِ أَمْـرُ حِفـاظَ الْخَلْـقِ  مُنْـسَجِمـاً

لَوْلاهُ لَاحْتارَ قَلْبِي وَ انْتَهَتْ حِيَـلِي

///

أَراهُ نَبْضي كَمـا رُوحـي فَلَـمْ أَرَهـا

أَراهُ في كُـلِّ فَـرْدٍ ســالِـكٍ سُـبُـلِـي

///

هِـيَ الْمَـشيـئَةُ لا تَـرْقى بِـلا سَبَبٍ

شَأْناً وَ لا تَجْتَبي شَيْئـاً مِنَ النِّحَـلِ

///

سَئِـمْـتُ أُنْـذِرْكِ  أَنَّ الّٰلــهَ يُمْـهِـلُنـا

وَقْتـاً قَليـلاً بَـدا سَيْـراً إِلى الْأَجَـلِ

///

عُـودوا إِلى اللّٰهِ حُبّاً قَبْلَ أَخْـذِكُـمُ

إِلَيْـهِ سـاعَةَ صِفْـرٍ أَعْـلَـنَـتْ بَطَـلِي

///

نـادَيْتُـكُمْ وَ أَمَـاني الْقَـلْبِ مُرْهَـقَةٌ

ساقَ الْأَحِـبَّةَ دَمْعـاً سـاحَ لَمْ يَسِـلِ

///

أَسْكَنْتُكُمْ في هَوى الْأَوْطانِ مَنْزِلَةً

وَ صُـنْتُـها في بِنـاءٍ غَـيْرِ مُكْـتَـمِلِ

///

وَ حَيْثُما سِرْتُ لاحَتْ لي طَلائِعُها

بِريحِ عِـطْرٍ فَتُـذْكي نَشْوَةَ الذَّهِـلِ

///

يا لَوْعَتي قَدْ تَرَكْتِ النَّفْسَ حائِرَةً

وَ عِنْدَه‍ُـمْ قَدْ بَدا حِمْلٌ مِنَ الغَـزَلِ

///

فَضـاعَ تَعْـدادُنـا فـي صَـفِّنـا لَعِبـاً

وَ مِنْهُ صَنَعْنا قِناعاً عارِيَ الْخَـجَلِ

///

أُمْسِي أَفُكُّ رُمـوزاً عَنْكِ ما نَطَقَتْ

إِنّي أَرى وَجْـهَـكِ الْمَـلْآنَ بِالْـمِـلَـلِ

///

قَدْ أَصْبَحَتْ نَسَماتُ الـرّوحِ غـائِرَةً

رُوحِـي أَوامِـرُهـا تَنْـسـاقُ لِلـضَّلَـلِ

///

هَيّا ارْجِعي عَوِّضي ماضاعَ وَانْتَظِري

أَوانَ حُــبٍّ عَـظـيـمٍ مُـذْهِـبِ الْـعِـلَـلِ

///

هَيّا انْظُـرينِي لَيـالٍ وَ ارْقُـبـي مَـثَـلاً

طُلُوعَ فَـجْرٍ قَـديـمٍ كَـيْ تَـرَيْ جَلَـلِي

///

آباؤُنـا الْحُـبَّ عـاشُوا لَيْـسَ عِنْـدَهُـمُ

شَيْءٌ سِوى رَعْيُ ضَأْنٍ مِنْ عَلى الْإِبِلِ

///

سَأشْرَبُ النّيـلَ وَ الْفُراتَ شُـرْبَ نَـبِي

وَ أوقِدُ الشَّمْـعَ سَـبْعـاً كَيْ أَرى هَلَـلِي

///

يَـمْـشـي إِلـى أَمَـلٍ لا يَـنْـتَـهـي أَبَـداً

وَ لاَ يَـرانِي  مِثْـلَمـا تَـشْتَـهي مُـقَـلي

///

غابَتْ .. تَوارَتْ قَريباً كَيْ تَرى فِعَلِي

وَ كُـلُّ أَفْعـالِهـا خَـفَتْ … وَ لَـمْ تَـزُلِ

///

بـانَتْ أَمـامِي  وَ قَـلْبِي مُـنْـهَكٌ وَهِـنٌ

قُلْتُ: اذْهَبي وَ اتْرُكي لِي خَيْبَةَ الْأَمَلِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى