هجرتي الأخيرة إليَّ
عزيز فهمي | كندا
هذا الزمن ذئب
أسمعه وأنا على سرير الانتظار
يعوي في غابة البشر
المصابين بالدهشة
زمن تشرق فيه الشمس
متعبة بظلمة الظلام
يتمدد فيه القمر
شاحبا من طول السهر
فأي ولادة تليق بالنجوم
كي تُزيِّن محياها ببسمة الضياء؟
أي صراط أسلكه كي أجد الخلاص في جبة الدعاء؟
كل الطرق شائكة
أو تسير في كل اتجاه
أشتهي ما لا أشتهيه
كالذئب الذي صار في غابته
راعيا
أحمي قطيعا من الذكريات
أبكي جوعي وعطشي
هذا المسرح
جوقة مجنونة
مسرح تراجيديا
يمتد من صخرة سزيف
في إكليل الأساطير
إلى صرخة المطر
في قصيدة السياب
لم أجد شيئا
على طاولة التفاوض يليق بي
أغلقت باب تيهي
على شوارع احتلها الفراغ
فامتلأت ضجيجا أكثر
أملأ فناجيني بالأمل
ليالي بحديث الحكايات الجميل
كي أنسى سخرية النمل
من خوفي
أدُلُّ توبتي
على شفاعة النهار
المنشورة في ظلال الريح
أقبض على ثغر الرجاء
في حلاوة الأيات
وأصيح
أحتاج هجرة أخيرة إليَّ
كي أجد الآخر فيَّ
أَتَبرَّأُ من صورتي
في المرايا الكاذبة
أكون
جمعا لا مفرد له
فأرتاح
من بلادة ذكائي
أرتاح مني ومني ومني
ومنك
أكون زمنا بلا زمن
مكانا في كل الأمكنة.