إنه شخْصٌ مثلنا

محمد خلاد السكتاوي | المغرب

لستُ أنا
‏‎وقد لاتكون أنت
‏‎ولا جارتك العجوز
‏‎ ولا بائع لُعب الأطفال
‏‎ عند باب محطة القطار
لا أحد منا
ذاك الذي تراه
جسدا هامداً على إسفلت الشارع
أو اسما مكتوباً على شاهد قبر
علتهُ الأعشاب وغار في التراب

إنه شخص مثلنا
يشبهنا في إصراره على الحياة
سقط فجأة في مكان ما
كما غروب الشمس
أوهوى من برج شاهق
ولم يتعرف على هويّتِه أحد

بعيدا عن وهْمِ الوجود
قد يكون أنا
من وهَوى بدون حراك
وقد يكون أنت
أوجارتُك العجوز
أو بائعُ لعب الأطفال
عند باب محطة القطار
أو أي واحد
حطَّمتْ زوْرقَه زوبعة
و انجرَفَ مع الطَّمْي في نهر هادِر

ربما تنتابُنا فقط
نوْبَةُ تهيُّؤاتٍ وهَلْوَسات
ولا يتعلق الأمر بنا جميعا
فقد يكون أشخاص آخرون
في كواكب لا نعرفها
هم من سقطوا دون أن يمنحهم القدر
ومضةَ زمن ليدركوا أنهم
لم يكونوا موجودين أبداً
أو وُجِدُوا في لحظة عابرة

المهم أن شخْصاً ما
في كل ثانية من الغبار الأبدي
في مكان ما أو في اللاشيء
صار ملفوفاً في كفَنِ العدم
تشيعه أضواء نجوم
هي أيضا لاوجود لها
اندثرت منذ ملايين السنين الضوئية
وصارتْ مِن هباءِ السديم.
المغرب

الصورة: غروب
بعدستي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى