متكيء على خدّ الغربة

ريناس إنجيم | طرابلس – ليبيا

 

لا شيء ملفت للانتباه

فقط مشاعر

ذات استعمال نظيف للبيع

مشاعر لا تنفك تحن وتئن

دائمة الدهشة

تغسل وجهها

بنظرات العابرين صباحا

والمحطات مساء

ترتدي ثيابا من اشتياق

تستر ملامح وجعها

بأقمشة مرقعة بـ أصوات العربات

وهي تجر عتاد حروب لا تبق ولا تذر

لا شيء

مشاعر مهزومة

كنهر كسر بمجذاف مهاجر

وحقول خذلتها فزاعتها

وسماء تغسل عار سنابل

ضاجعت مناجل الموت

لا شيء

فقط مشاعر بكر

ملقاة على أرصفة خصر عاشقة

لم تجن من الحب

سوى مناديل مخبأة

بين نهود المسافات

وقبلات أودعتها الذكريات

على شفاه أغنية متكبرة

ترفض أن نرقص سويا

على أوتار التناهيد

تصنع فخا من  بقايا قصيدة

كتبتها ذات هجر

لرجل أتقن الرحيل

على أجنحة طائرة ورقية

ذات خيط معلق بعنق فراشة عذراء

كلما طار اختنقت

لا شيء

فقط مشاعر من حضور دائم..

نازقة نازفة

تصهل بصمت

تزغرد في محافل الشهداء

ترسم أمطارا وغيوما

على أبواب العطش

وضحكات على أفواه القبور

وتراتيل تغفو في حدقات النجوم

وأكوام حكايات مفرطة التفاصيل

لـ جدران مزقها السكون

لا شيء

فقط مشاعر من حرير

مرصعة بالقبلات

ملتفة حول أعناق الضوء

تزين ليل الحانات

لـ بائس متكيء على خدّ الغربة

يحلم بـ امرأة..

تدس في فساتينها وطنه

لا شيء

فقط  وجوه غابرة

تمسح  وجه الشمس

بمناديل موشومة بالغروب

وقصائد خانتها التعابير

معتنقة الشواهد

ضائعة الأحاسيس

على أرجوحة العمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى