سارقو المحبة

سجى مشعل | القدس – فلسطين

هكذا لا تصفو الحياة لِمَن لا يصفو وِدادُه، ولا ترقّ النّسائم لِمَن يستكثرها على غيره، ثمّ إنّ السّاعي في الخراب ما بُوركت خُطاه ولا سَلّمت الملائكة عليه، وهذه الأيّام ليست في صالح المشّائين في نشر البلاء والشّرّ والسّواد بين النّاس، وإنّ الله حامي الحِمى لا يُبارك قَيدَ أُنمُلةٍ مساعي الكارهين مُتمنّي زوال نعم الغير، لا يُوثّق حِسان الرّاغبين في هدم صورتك الحسنة أمام الجميع ناشرين عنك صورةً سوداء لم يَرَها أحدٌ غيرهم لأنّهم ينظرون إلى أنفسهم ومن ثمّ يرونكَ فيها، لم تفتح السّماء أكُفّها للمُقبلين على سرقة الحبّ والوداد من الأطراف الأخرى في حياتهم، ولم تشرع أثوار السّماء بالتّرحابِ بِكلّ أولئك الّذين قاتلوا الحبّ والتّسامح بين النّاس، وَأساطير الكون وزيوس على رأسها كانت تحمل الأثقال وحدَها على كاهلَيها بدافع الحبّ لا الإكراه، والمعابد الكونيّة كلُّها كانت تُصفّط للغياب مناسك ومنادب حَيرة، يُرفع الحنين فيها على توابيتَ خشبيّة كلّما حملها أهل القبيلة تسرّبت إليهم شظايا الحنين سائلة هاربةً من بين الشّقوق إلى منافذ أرواحهم ثمّ أفئدتهم، فَمَن كان يظنّ في الحنين والتّشوّق شيئًا غير القسوة؟، أو كان يظنّ في قاذفي رُعبَ نشر رذيلة التّفرقة والسّواد غير الشّرور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى