أضغاثُ أحلامٍ
أليسار عمران | سورية
في هذا التّوقيتِ من مزاجي الذي أفلتَ عنانهُ لتقصّي حقيقةَ وجودهِ أبحثُ عن امرأةٍ تحتضنني حينَ أصلُ منهكاً من عيادتي
تساعدني على خلعِ معطفي وتطبعُ قبلةً سريعة على عنقي وتهرولُ إلى المطبخِ لتحضّر لي مائدة الغداءِ
أريدها أن تحتضني وتغفو بقربي كي أشعرَ بالأمانِ
ولكني في اليومِ التالي سأكون غاضباً لا أريدها أن تعانقني
سأصلُ وأصفعها كفّاً على خدّها وسأنتظرُ أن تردّه مضاعفاً
سأمسكُ بشعرها وأجرّها وسأنتظرُ أن ترميني في الأرضِ وتدوسُ على جسدي وتعدّ واحد اثنان،ثلاثة،ثم أنهضُ وألقنّها الضربة القاضية وأعدّ واحد اثنان،ثلاثة،ومن ثم أنتظر أن تنهضَ فإذ بها دون حراكٍ مغمى عليها ساحاولها إنعاشها بالاوكسجينِ
وأحملها كطفلةٍ بين ذراعيّ وأعدّ لها كأساً من العصير وحين تستفيقُ من غيبوبتها يخرجُ اسمي من بين شفتيها كينبوعٍ شاردٍ من شفقِ الرّبيعِ
سأحضر في اليوم اللي يليهِ مهزوماً ضعيفاً أريدها أن ترقّ لي
وتشفقَ عليّ وتأخذني على محملِ الجنونِ مرّةً وعلى محملِ الجدّ مرة أخرى
ربما استيقظَ شري في الساعة الثانية بعد منتصف الليلِ سأهرع لاحضار السلاسل والكلبشاتِ وسأربطها بالسّرير لأضمنَ بقاءها حين أصلُ غاضباً مرة أخرى من مقاومتي
احتاجُ امرأة عاقلةً حدّ الجنونِ تستقرّ معي تبادلني الصّراخ بالصراخ واضربها بالأحذية وتبادلني الضرب أيضاً ومن ثم نتعبُ ونجلسُ لنضحك بصوتٍ مرتفعٍ
أحتاج امرأة عاقلةً حدّ الهذيانِ تقودُ سيّارتها وترحلُ وتعودُ متى تشاء مطيعة متمردة هادئة صاخبةً عنيدة لاتترددُ في تلقيني الدروس التي لقتني إياها عشر سنواتٍ من الحرب في البلاد