قالت: لدي كورونا

د. أحمد جمعة | مصر

في بادئ الأمر

حسبتها لجهلي، ولربما لجوعي

تتحدث عن المعكرونة

ولأنها دائمة الحديث عن حبها لها بالبشاميل

الذي لطالما تحاول إقناعي

بتذوقه.

 

كانت محمرّة الخدين

تسيل من عينيها الدافئتين والمجهدتين

دمعات تشي عن ارتفاع حرارتها،

كانت تسعل كلّما نادتني

وكأن لاسمي زوائد.

 

بين يدي الآثمتين حملتها

قبل أن تسقط أرضًا

ويندلق جمالها على السجّادة الحمراء،

جمالها الذي هدم حزني

وأعاد بناء عينيّ،

حملتها لسرير لها وحدها في قلبي

يهزه الحب.

 

قالت: ابتعد،

لا تقبّلني،

لا تتشمم ملامحي، ولا تعانق يدي،

لا ترسم حلمك فوق جبيني

ولا تخبئ عينيك الخائفتين

تحت شعري،

فقط ابتعد آخذا ما تبقى من جمالي

بين جفنيك

واترك لي نظرة أخيرة

باسمة.

 

قلت: أحبّكِ،

وفي صدري رئتان

يتسعان كلّما شممت ملامحك،

وفي فمي غابة تثمر قصائد

كلّما قبّلت ابتسامتك،

يصير صدري عش حمام

كلّما حضنت في خوفي يدك،

وفوق جبينكِ الصغير

يحط عمري ليستريح،

وتحت شعركِ

بنيت قاربا من عطركِ

أعبر به أحلامي

إليكِ،

نعم سأبتعد عن العالم مقتربا إليكِ

سأبتعد عنّي إليكِ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى