حبي نهارٌ سرمدي
حسين جبارة / فلسطين
مِن سنتمترٍ لم يكنْ يومًا يراني
فجأةً يشتاقُ لي
يشتاقُ صوتي داعمًا ومُصفّقا
عقدانِ مرّا وهو يرفضُ مجلسي
يستمطرُ اللعناتِ يطمسُ صورتي
ويسنُّ قانونَ البناءِ وحظرِهِ
ليكون للهدمِ البغيضِ مُطبّقا
كم ألهبَ استثناءَ عِرقِ مغايرٍ
قد هشَّم الغيرَ الذي
بالضادِ يَروي قصةً وحضارةً
أردى المُحدّثَ واللسانَ
فباتَ للموتِ البطيء مُحقّقا
جالَ الحمى مُتطرّفًا
حقنَ الرعاعَ مُحرّضًا بخطابهِ
قوميّةً يُعلي يدوسُ مثيلةً
يأبى المساواةَ التي نبغي فننشدُ عهدها
والعنفَ يُطلقُ في الديارِ
مُقتّلًا ومُحرِّقا
دع عنكَ بوحَكَ ذائدًا فمحاميًا
يعقوبُ صوتُكَ حينَ تهمسُ ناعمًا
خلف النعومةِ رحتَ تخفي الحِذلِقا
غيِّر سياسةَ آمِرٍ مُتجبّرٍ
هاتِ المشاريعَ التي تُجدي تُغيّرُ واقعًا
أَعلنْ أجندةَ راشدٍ
واقبَلْ قضاءً عادلًا
حريّةُ الإنسانِ تجلو المنطِقا
ابدأ فعالًا لا بديعًا أجوفًا
واذكر حقوقًا قد دفنتَ بساحنا
واجهْ حقيقةَ ظالمٍ متعمّدٍ
بالقولِ يسبي بالبليغِ منمّقا
أنا لستُ طيرًا عابرًا
يسعى يُبدّلُ وكنةً
يرتادُ فندقَ سائحٍ مُتنقّلٍ
هلعًا يعيشُ ويكتفي
وعدًا يخبّئُ كاذبًا ومُلفّقا
أنا لستُ فردًا في الفيافي تائهًا
خبرًا يجيءُ ويختفي إن آجلًا أو عاجِلًا
إني مُقيمٌ في الشّعابِ وفي الرّبى
كالصّخرِ أصمدُ ثابتًا متجذّرًا
الحبَّ أخزنُ بالفؤادِ مُعتِّقا
حبّي لداري لا يجفُّ بموسمٍ
بقناعتي أختارها وإرادتي
حبّي نهارٌ سرمديٌّ عامُ ضوءٍ ساطعٍ
قوسًا تغنّى طابَ أفقًا مشرقا