اختيار خاطئ

وعد عبد العزيز صيوح | سوريا
كان أجمل أيام حياتها، يوم تخرّجت من جامِعتها وأصبحتُ بكاملِ نضوجِها من جميعِ النّواحي، كانت فتاةٌ ككلِّ الفتيات الحالمات بسنين يملأها الجمال هنّ هكذا الإناث عواطفهن جيّاشه.
أصبحت تبحثُ بينَ جنبات صباحاتِها عن شريكٍ يكونُ مثلها مفعماً بالحبِّ والإحساس، حتّى جاءَ هذا اليوم حيثُ التقتهُ صدفةً في محطةِ الباصات ،تبادلا أطرافَ الحديثِ، شعرتْ أنّهُ الحلُم التي كانت تبحث عنهُ ،تواصلا فيما بعد كانت كلِماته تجتاحُ روحها” تأخُذها بعيداً عن ضوضاءِ الحياةِ، اعتقدت أنه سيكون الصّديق والسّند والرّفيق، لاقى حبُّهم كلَّ ترحيبٍ من الأهلِ والأصدقاء والأهمّ  هيّ سعيدة، وأحسّت أنّهُ اختيارٌ جميل أن تلتقي بمن يحتويها بكلِّ تفاصيلها، بعد فترة أعلنوا الزّواج وبزغاريدِ الجميع وتحقّق الحلمُ المنشود، أصبحوا مع  بعضهم ويعيش كل منهم تفاصيلَ الآخر، وأصبحت الأيّام تتوالى والسّنين وكلَّ شيءٍ اختلف مع إنجاب الأطفال وضغوطاتِ الحياة التي لا تنتهي ،أدركت أنّها مُخطئِة بينها وبين نفسها لتقول لالا ياربي إنها افكار سوداويّة إنَّهُ يُحِبُّني، مجرّد أيّام وأزمةٌ تَمرّ.
وبالحقيقةِ لم تكن كذلك، صارت تُحِس أنّ الحياة والسّنين لا يزداد فيها سوى العمر والوزن ،ومع أنّها مازالت في عُمرِ الورد.
أصبحت زوايا غرفتها الصغيرة باردة، وبدأت وردتها بالذّبول تائهةً شريدة،  تبحثُ عن نفسها ولاتجدها !
أين تحوّل كل ذاكَ الحبِّ؟ دخلت عالمُ الخوفِ من شيءٍ مجهول، بدأت تُتُمتِمُ في نفسها يكفي ما فعلته الحياة لهذا اليوم قد أرهقتني تعباً،
تحرّكت نحو غرفتها أحكَمْتِ البابَ.
كانت تتدحرجُ ببطىءٍ شديدٍ نحو فراشِها تلتحف غطاءها السّميك ذو اللّون الداكن، وأخفَت نفسها بالكامل ،ودخلت عالمها الخاص لتتظاهر بالنومِ، لِتوهم الجميع بنومٍ هانئ، ثم تركت مجالاً لبكائِها الصّامت الذي يلوِّثُ جمالَ عينيها ،جمرَ القهرِ ،وصبّ مأساة ألَمها في مجرى دموعِها، إنها دموعاً حارقة، لاهبة ومتوهجة
فكلّما زادت حرارتها حملت معها شيءٌ أكبرَ من الألم، استمرت بالبكاء حتى توضأت بالدّمع، وبعدها تلَت الدّعواتِ بخشوعٍ، ونامت بهناءٍ تحلم بروحٍ تشبهها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى