رسائل الماء
مروان عياش | سوريا
و النهر جنسٌ
من نابعٍ حدَ الكفاية
يسبي كلَ الصخور العالقة في ذهن الجريان
يحفر فيها وشمَ الفكرة
الاغتصاب هديرٌ يتطاير
يتماسك دمعُ اللذة
يسيل مع الفاجر
و الجواري تمضي وجعاً
الوجع مقاومة
الوجع رفضُ الحال
والجارفُ مازال ينحت على خصرها
زمناً مشؤوم الذكرى
المطر شاهد حانق
يشتهي الانتحارَ كل دمعة
في السقوط قوةٌ ما
أن تقبلَ النهاية
توليفات الشاكل
جاذبة للأعماق
فالنابع قادرٌ
على الازدراء
على التهكم
في الرحم الآسن
ذاك المنهك بالولادات الغاضبة
و يسرَبُ الماءُ لحظة الأفق
رشفة خيال جانح
كأنه ضوء حرام
سرابُ التحور
سردُ الماهيات
مقعورةٌ مراياه
الحاجةُ للوهم.. وهم
الريبةُ مثارُ لكلِ التراكيب
والأساطيرُ بدعةٌ فجةٌ تَنسأ..
بين عقلٍ مُحتَمِلٍ و ترخيم أفكار
الحوريات جواري النهر
موؤدةٌ في زبد الخلاص
صخورٌ تدثرتْ الأعماق
وبشرٌ تحت الضوء الباعث
للنقمة
ما زالتْ تلعنُ زمنَ السبي
كيف رماها
مهتوكةَ النظرات
عرائس البحر
تنتزع قلوبَ الموجِ العابث بهدأتها
مَن ركِب اليمَ سَيذكرُ صراخَ جوارٍ بلا سيقان
الخوفُ جَملَ عيدان الشهوة
كي تضرب وجهَ الماء بذيل القدرة.
و ساعي النار يلمُ نُتفَ الوجد
من ماء عينٍ إلى ما وَمأ السراب
رسولٌ بين المواه
و الأحوال.
أطوارٌ تلدُ أطوار
من جوفِ الظلمة
كانت يوماً أجساداً
انبجسَ النبعُ وفاضَ ذوات
ذاتٌ ناهرةٌ
وذاتَ سماء
وذاتُ وعاءٍ تبحر فيها كل تلك النزوات.