يولد الكلام من الكلام

عزيز فهمي | كندا

للروح شرقٌ ولها غربٌ في الصباحات الخائفة
لقلبي النشيد وطنا ومنفى
يدُلُّني ذاك الهواءُ المنسحبُ في صمتِكِ
على تلاقي الحنين بالحنين
غيابُ الذكريات من ذكريات السنين
على جدران بنيتها
ما حصلتُ على شطٍ في قصيدتي
وكانت من بحر الغضب
كلُّ ما نشرته على وجهِ القمر
تساقطَ دمعا على البحر وأنين الزبد
كل ما آمنتُ به قبْلكِ
أعادَ صكوكَ غُفرانهِ إلى أَوَّلِهِ
انسحبَ في ظلال الشَّكِ
يولدُ الكلام من الكلام
الليالي تختفي أمام عُري النهارات العاشقة
يولد النهر من نبع دموعي
المطر الذي يغسل ممشاكِ
دَلَّ شقائقَ النعمان على العشق في كفيْكِ
حين ترتاح الزهور في حقل بسمتكِ
يكونُ عُرْسٌ، ورحيل إلى درب اللقاء
أكون ضفةَ القدوم إليكِ فيك
تكونين بئرا تغرِسُ في الغيمِ المطر
ضفائر من أشعة الشمس
قصيدة  يرقص لها الضياء
السنابل حصيرُ مواسم الحصاد في بيادر القُبَلِ
تتدلى عناقيدَ فرحٍ، فاكهة سؤال
الليل استفاقَ على غموضه في غيابه واندثر
لأن النهار انبلج من راحتيكِ
قاد شمسنا إلينا في موكب الربيع الأخضر
للآلهة في غدير الأزمنة أسطورة
لكِ اليقين
ترتاح الأيام من جراحها في عش الغروب
تستيقظُ في دوامة البحث عن خضرة الدلالة في كلماتك
بلسما للغيب
كنتُ أهديتُكِ روح المعنى في التأويل
أكتبُ الآتي في مناديل عشقي
أرسمُ أقواس قزح في مضاجعةِ النسيم للعطر
خُضْرةُ السنين السمان
تلك التي تعلو دولتي أنتِ
أصوغُ في حُنُوِ الزمن بداية تبدأُ منكِ
أفتح للعصافير سِفْرَ السماء على المدى
تنسجُهُ أناملكِ لقاءَ جناحٍ بجناحٍ
حين تطيرُ إليكِ الفراشاتُ أسرابا من دقات قلبي
هو دمي حمرة للوردِ في حديقتِكِ.