قدماكِ مسك (لأم رفعت وجميع الأمهات)

رفعت زيتون | فلسطين

ما عادَ شيءٌ في بهاءِ بريقِهِ
ولّى الضّياءْ…..
وعلى مسافةِ شهقةٍ
منْ صدرها يقفُ الغرابُ
ملوّحًا بسوادهِ….
منْ يُرجعُ الضحكاتِ
بعدَ رحيلها؟
منْ يُصلحُ الألوانَ
في وجهِ البنفسجِ؟
ساعةٌ…
هيَ ساعةٌ
بينَ الشُّروقِ بنورِهِ
عندَ الصّباحِ
وبينَ أحزانِ الغروبْ….
هيَ ساعةٌ كالبرقِ
لا برقٌ يطولُ
ولا يدومْ.
لا تحزني في البردِ
يا أختَ القمرْ….
لا تحزني
فالريحُ عندَ هبوبها
قد ينحني لصراخها
رأسُ الشّجرْ…
والنّخلُ يسقطُ واقفًا
يا نخلةَ الأيامِ
لا تستسلمي للرّيحِ
لا تتقهقري…
لا تخضعي للبردِ
يا أختَ القمرْ…
يا أصلَ عطرٍ
لمْ أصادفْ مثلَهُ
وكأنّهُ منْ جنّةِ الفردوسِ
إنّكِ جنّتي،
أشتمُّ ذاكَ الياسمين مجدّدا
وأراهُ في كلِّ الخطى
قدماكِ مسكٌ،
أخبريني كيفَ أنَّ
العطرَ منكِ يضوعُ
إنْ قبّلتُ أسفلَ رجلكِ اليمنى؟
قدماكِ مسكٌ لا عدمتُ أريجهُ
يا بهجةَ الماضي الجميلِ
خذي برأسي فوقَ حضنٍ
كالسّريرِ عهدتُهُ،
ودعي عيوني تستريحُ
كما تعوّدَ جفنها عندَ الشّعورِ بأمنهِ
لأعودَ طفلًا لا يخافُ
تجلّدي من أجلِ طفلكِ
وامسحي وجهي بأغنيةِ المساءِ
وأقبلي في الفجرِ كوْنًا منْ حنانٍ
عانقيني، مثلَ عادتنا القديمةِ
في الصّباحِ حبيبتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى