ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المتميزين والعباهرة (44)
محمد زحايكة | القدس – فلسطين
إبراهيم ادعيبس.. مسيرة حافلة بالعطاء والإنجاز والوعي القومي
الكاتب الصحفي المتمرس والتربوي السابق ورجل التعليم إبراهيم ادعيبس مثال ساطع على قوة تأثير الكلمة المكتوبة النابضة بالحياة التي تداعب عقل القارئ وقلبه ، ساعية بإلحاح وإصرار على تحكيم العقل والتشبث بالانتماء الواعي للأرض والإنسان على طريق نيل الحرية واستعادة الكرامة المهدورة .
منذ عقود والصاحب يتابع ما يخطه قلم هذا الكاتب الفحل في الصحف الفلسطينية منذ أيام اسمه المستعار وأظنه فتحي منصور في جريدة الفجر المقدسية ربما بسبب التزامه وقتها رسميا مع جريدة القدس وقدرته على نشر أكثر من مقال في نفس الوقت إلى جانب تألقه في كتابة الافتتاحيات الرئيسية للصحف وتميزه في ذلك .
اقترب الصاحب نوعا ما من ابراهيم ادعيبس أيام إدارته لمدرسة مار متري في البلدة القديمة التي تعد من المدارس المقدسية البارزة التي يخطب ودها المقدسيون لتعليم فلذات أكبادهم فيها وتخريج أجيال متسلحة بالعلم والثقافة العالية. ومن خلال هذا الاقتراب بدت للصاحب جوانب من شخصية هذا الإعلامي البارز القادم من بلدة الزبابدة قضاء جنين الجميلة، والذي كان من المبادرين وساهم في تأسيس أول تجمع للصحفيين الفلسطينيين تحت مسمى رابطة الصحفيين العرب في عام 1977 على ما يظن الصاحب والتي تحولت لاحقا إلى نقابة الصحفيين الفلسطينيين الحالية.
كما لاحظ الصاحب الاهتمام الكبير الذي يوليه ادعيبس للصحافة المحلية وحرصه على تطوير أدواته الكتابية من خلال متابعة الأحداث اولا بأول ورغبته الصادقة في المساهمة بتأسيس جيل من الصحفيين والإعلاميين المتمكنين والقادرين على إيصال رسالة شعبهم إلى أنحاء الدنيا وتزويدهم بما يجعلهم قادرين على الذود عن قضيتهم الوطنية والقومية العادلة بمعايير مهنية إعلامية وليس من خلال العواطف والتهويش الفارغ وتجلى ذلك في دفاعه المستميت عن الخط الوطني العام للشعب الفلسطيني والتصدي الحازم للقوى المعادية التي أرادت شرا بالأمة العربية واستهدافها العراق أرض الرافدين في مرحلة بدء تنفيذ وتمرير المؤامرة الكبرى حيث كان واعيا لخبث هذه المؤامرة واتساعها تحت الغطاء الكاذب بنشر الحرية والديمقراطية في العالم العربي والقضاء على اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة .
وفي زحمة سيل هذه الكتابات المتواصلة وهذه التجربة الفريدة وذات المنهج المقنع على مدى عقود طويلة من الزمن من لدن إبراهيم ادعيبس، يمكن لنا أن نطل على بعض القفشات التي علقت بهذه التجربة الحياتية الحافلة وذات الزخم و منها طلب أحدهم في إحدى الدول الخليجية على ما يظن الصاحب من إبراهيم أن يؤدي صلاة المسلمين على اعتبار أن اسمه في جواز السفر يدل على ذلك إبراهيم سليمان داود ادعيبس أو ما شابه .. وبالكاد وبالتي والتي حتى أقتنع أخونا الخليجي أخيرا أن إبراهيم مسيحي فلسطيني؟ ومن ضمن النهفات التي حصلت معه إشاعة جميلة أطلقها البعض بأنه ربح بضعة ملايين في اللوطو؟ أما توقعه بتعرض البابا فرنسيس في زيارته الأخيرة للعراق لاعتداء ما، ربما ، دلت على حنينه إلى زمن أسد الرافدين وبغضه لمن جاؤوا على ظهر الدبابات الأمريكية.. ؟؟
وإبراهيم ادعيبس ابو شادي محب للتفاعل المجتمعي وقياس نبض الشارع من خلال الاختلاط مع البسطاء من الناس ما أمكنه ذلك، حيث شاركنا في نادي الصحافة المقدسي العديد من الفعاليات الثقافية والمجتمعية من أبرزها زيارة سوريا قبل عام واحد من التمرد المدمر الذي حصل فيها وزيارة مركز أبو جهاد للأسرى في جامعة القدس ابو ديس حيث كان في كل مرة ينبهنا ويزودنا بملاحظات ذكية ولماحة من خضم تجاربه في الحياة .
إبراهيم ادعيبس كاتب متميز يعمل بدأب على إماطة اللثام وإنارة الطريق أمام القارئ ليكون على بصيرة بما يحيط به من ألغام وأكاذيب وتدليس . إنسان واع لدور الكلمة في بناء الأجيال ونهضة المجتمعات ومحاربة الفقر والجهل والتخلف لتعود أمجاد الأمة العربية بروح جديدة معاصرة قادرة على المساهمة الحية في الحضارة الإنسانية وأخذ مكانتها اللائقة تحت الشمس .
كل التحايا للكاتب والإعلامي اللامع إبراهيم أدعيبس الذي يواصل شحذ قلمه لإنارة دروب الحياة وتبديد ظلام الجهل والتخلف .