رسائله
د. ريم سليمان الخش | سوريا – فرنسا
تكشّفَ مايُخفى فزادَ تطاوله
وفي الكون إدغامٌ ولبٌ يحاوله
///
وفي الفلك إحقاق التجاذب قائمٌ
دساتيره حقٌ ونجمٌ يزاوله
///
تصاميمه جلّت وعزّت وأُحكمت
لتشهدَ بالإعجاز عنه دلائلُه
///
وماقدروا الرحمان حقَّ اقتداره
ستطويهم طيّ السجل أناملُه
///
وما نورنا إلا شآبيب رحمة
أراحت بها الأذهان بينا نعاقلُه
///
أسالت على صلصال نسلٍ مكرّمٍ
لينبتَ أفكارا ويخضرَّ حاملُه
///
سقت لهفة التسآل بعد تعطشٍ
وماالشوق إلا أنْ تظلّ تسائلُه
///
دنانٌ على خمرٍ عتيقٍ تحفّظت
وماادّخرت إلا ليهنأ سائلُه
///
وكونٍ لنا بحرٌ ونحن اضطرابه
ونمضي إلى حيث الخلودُ سواحله
///
توسعه أعيا الفحولَ أولي النهى
كأنَّ إلى المجهول شُدّت رواحله!
///
عن الدافع المخفيّ جئنا نسائله
فلولا اتساعاتٌ لضاقت معاقله
///
عن الثابت الكونيّ لولاه لم نكن
فكيف نظام الحقّ حُقّت حبائله؟
///
جميلٌ بأنْ تأتي إليك رسائلُه
وأجمل أن تبقى شغوفا تراسله
///
وماالعمر إلا أنْ تراه بمهجة
تقرّ به ربّا بحبٍ تبادله
///
لها وجهها الروحيّ وجهٌ مشفّرٌ
كإيماضة الصوفيّ حينَ يواصله
///
أيبلغه الدرويشُ ذات تلهّفٍ؟
أم الهاتف القلبيّ وحيٌ وناقله؟!
///
أ إحساسك الغيبيّ محضُ تخيّلٍ؟
أم الشابك الروحيّ ماأنت شاغله!
///
ودهليزك النوريّ للغير مؤصدٌ
ومن قوة الإيمان عزمك واصله!!
///
دلائله تعني كثيرا لمهجتي
فلي غصن زيتونٍ وقلبٌ يشاغله
///
بمشكاته نور السلام إذا بدا
تُعمّرُ أعماق الحياة مشاعله
///
تحرّكنا الكونيّ مادام فاعلا
يُبشّرُ بالفوضى وموت يقابله
///
وماحسّنا الوقتي إلا لأنه
انتقالٌ إلى فوضى ونحن نزاوله
///
لكلّ احتمالات الوجود عوالمٌ
وعالمك الحاليّ ماأنت فاعله
///
فدعْك من الفيزياء والفلك والرؤى
فتجريدك العقليّ أعيت مسائله
///
وسلِّ فضول الذهن عنه بركعة
لعلك في كنهٍ محبٍ تواصله
°°°°°°°°
هامش:
عبادة الله بالعلم فالدين دون العلم أعمى …رسائلي إلى الله.
الفوضى : مبدأ الأنتروبي