حديث الإفك

أسماء الشرقي | شاعرة وفنانة تشكيلية – تونس

هَــذا الذي جاءَ من ظِلالِ الصّدَى
حَامِلا إفكَ القبيلة

اسْتوقَفني في مُفترقِ غَيمَاتٍ
يَحمِل جنّةَ الله ِعلى مَرمى النّواياَ
وبين كَتِفَيْهِ حِمَمَ دَانتــي الذّلِيلَة

هذا الــذّي أهْدانِي يومًا ريشة َالعَنْقاء
لأستدلَّ بِها على مَتَاهـَةِ جِلْجَامش
كــَان يعدُّ لي مِن زُلال الخُطُواتِ
خريطَة ميكَافيل لتاَريخ الخِيانات

كان يُعلٍّق في المَدى سرايا ألحاني

ويَرنُو لندوني ملحمة لا تنتهي ..بلاغة وحْي لا تُرى
ألم تكُ ترى !
أنَّ المَاء لا يُنكرُ ذاكِرةَ الوَصَايا
وأنَّ الذي أقَامَ بينَ الصَّدى والسَّراب
هو مُجرّدُ حِزمَة دُخان ..

°°°
ذاك الذِّي شكّلَ سديمَ المَعاَني ..
وأوْرثَ يرقات طفولتِي وِزرَ الآثمين

كان منذُ حَنين .. يَرتزقُ من طِين قَلبِي
يلقّنُهُ أورادَ عِصياني ..

أنا ابنةُ النّارِ التي سَافرت في شِريَان الخَلْقِ
وفاتحةِ الشَهْوة في رَقصَة الفراشَات

أنا الخَاتمةُ في أحجيةِ العاشقين
وسَلوى الحَيارى ..
لا قبرَ لي ولا تُرابَ يلْثمني

كلُّ المَنافِذِ أنا ..
وكلُّ المَارقينَ في شُقوقِ الذّاكِرة أفْنَاني
إشراقةُ الكونِ أنا في غيابِ شُموسِكَ
فمتى تُدرِكُ سرّي
ومتَى تُعيدُ نضارةَ خلقِكَ لتحْظَى ببهجةِ ألــواني ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى