تناقص حاد في عدد المسيحيين بفلسطين
د. حنا عيسى | رام الله- فلسطين
تضرب جذور المسيحيين العرب عميقاً في أرض فلسطين فالقدس تشع دوماً بالحياة وتغذيها، استقبلت على مر العصور إخوة وأخوات في الإيمان كحجاج مقيمين وعابرين، دعتهم للتعرف على المصادر المحيية والمغذية لإيمانهم. فالمسيحيون، هم سكان فلسطين الأصليون قبل الفتح العربي غير أن عدد المسلمين راح يتزايد بالتدريج نتيجة للتدفق المتتالي للقبائل العربية على الديار المقدسة وبلاد الشام إلى أن باتت غالبية السكان من المسلمين.. الغالبية العظمى للمسيحيين الفلسطينيين والتي تقدر أعدادهم في العالم أكثر من مليونين نسمة هم ذو جذور محلية يتكلمون اللغة العربية ولديهم تاريخ عريق يصلهم بالكنيسة الأم. ويتواجد أكثر من 99% منهم خارج الوطن بينما بقي أربعون ألف مسيحي فلسطيني في الوطن موزعين بين الضفة الغربية التي يقطنها 35،150 والقدس 3800 نسمة وقطاع غزة والذي يقطنه 850 مسيحي فلسطيني، أي أن المسيحيين في فلسطين لا تتجاوز نسبتهم 0،5% من جميع الفلسطينيين والذين يقدر عددهم 5،200،000 نسمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بنهاية عام 2020 بحسب الإحصاء الفلسطيني .
يتوزع المسيحيون في الضفة بما فيها القدس والقطاع على الكنائس المختلفة كما يلي:
الروم الأرثوذكس 51%، اللاتين (الكاثوليك) 34%، الروم الكاثوليك 6%، البروتستانت 5%، السريان والأرمن الأرثوذكس 3% لكل منهما، الأقباط والأحباش والموارنة وغيرهم من المسيحيين 1%. ويصل عدد المسيحيين العرب في داخل الخط الأخضر إلى مائة وسبعة عشر ألف نسمة من مجموع 9،250،000 مليون نسمة بتاريخ 31/12/2020.وحسب توزيع المسيحيين العرب في داخل الخط الأخضر يتبين إن ستة وستين ألفا وسبعين منهم ينتمون لكنائس الروم الكاثوليك وللكاثوليك بشكل عام وخمسة وأربعين ألفا وأربعمائة وأربعة وعشرين ينتمون للروم الأرثوذكس وخمسة آلاف وخمسمائة وخمسة للبروتستانت.
القدس رمز للتعايش بين الجميع، وهي إرث مشترك للمسلمين والمسيحيين معاً، ومسيحيي القدس، مثلهم مثل مسيحيي بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور ورام الله وجنين ونابلس وغيرها، يتعرضون لمحنة حقيقية هي الهجرة المتفاقمة التي تتجاوز بكثير معدلات الهجرة السائدة في المجتمع الفلسطيني. وعلى سبيل المثال، كان عدد المسيحيين في القدس، بحسب إحصاء 1922 نـحو 14700 نسمة، والمسلمون 13400 نسمة، بينما بلغوا في إحصاء 1/4/1945 نـحو 29350 نسمة، والمسلمون 30600 نسمة، وهبط عدد المسيحيين في القدس عام 1947 إلى 27 ألف نسمة بسبب الأوضاع الحربية التي نشأت في فلسطين عشية صدور قرار التقسيم في 29/11/1947.
هؤلاء كان يجب أن يصير عددهم مئة ألف ، على الأقل ، عام 2000. لكن عددهم الفعلي لم يتجاوز 10،984 مسيحي في تلك السنة ، وهم اليوم قرابة 3800 نسمة فقط. وفوق ذلك، فقد خسر 50 في المائة من مسيحيي القدس منازلهم في القدس الغربية عام 1948. ثم صادرت إسرائيل 30 في المائة من الأراضي التي يملكها مسيحيون بعد الاحتلال عام 1967. وجميع هذه العوامل تضافرت لتجعل من المسيحيين مجتمعاً متناقصاً باستمرار.