سوالف حريم.. الدّبّيّة
حلوة زحايكة | القدس – فلسطين
والدّبّيّة واحدة من موروثاتنا الشعبية، وتُعمل “نولا” من صوف الأغنام الخالص، ثم يوضع فيها خيطان صوف تتدّلى منها بطول قد يصل عشرة سنتيمترات، والدّبّيّة هي الغطاء الذي كان يتغطى به كل من ينامون في “صهوة” بيت الشعر كالأبوين والأبناء ذكورا وإناثا، أمّا الفراش فكان عبارة عن نباتات برّيّة كـ”الكدس” و”البسواء” ويوضع بارتفاع يزيد على عشرة سنتيمترات كي يكون عازلا للرطوبة أو مياه المطر التي قد تتسلّل من خلال التربة، ويوضع فوق الفراش العشبي “بساط من الصّوف “حًجْرة”. والدّبّيّة غطاء يوفر الدفء لمن ينامون تحتها.
أمّا “الأنوال” فلها عدّة تسميات منها “الحجرة” و”المفرش” والمرقوم” والأخير كانت أمّهاتنا يتفنّن في نسيجة، ومن خلال خيوط الصوف الملونة كانت تظهر عليه صور “دلّات وجرن القهوة” والفناجين، ورسومات للخيول وللسيوف وغيرها. وهو غالي الثّمن لأنه يستهلك وقتا طويل في نسيجة قياسا بالأنوال الأخرى، و”المرقوم” كان يوضع في “مضافات” صالونات شيوخ القبائل وأثريائها.
والمحزن أن هذه المنسوجات الجميلة والرائعة وذات الاستعمالات المتعدّدة في طريقها الى الاندثار بوفاة الجدّات ومن تبقىّ من أمّهات الزمن الجميل.