رسالة إلى مجهول (4)
هند خضر | سوريا
إلى من يجهله الكون ويعرفه قلبي …من المفروض أن تبدأ الرسالة بسؤال كيف حالك ولكنني لن أسألك ..وكيف لي أن أسأل عن روح تسكنني ؟!
ثمة أشياء مكتومة في داخلي وعصية على البوح لطالما وصلت إلى رأس لساني لينطق بها ومن ثم ابتلعتها ..ابتلعتها كما أبتلع كمية من الموسيقا …
أحتاجك كحاجة المكتئبين لعقاقير الكآبة
أحتاجك كحاجة المشردين إلى مأوى
أحتاجك كحاجة يتيم فقد أمه ولا شيئ يعوضه حنانها
أحتاجك نجمة تضيئ عتمة ليلي الحالك
أحتاجك بسمة تبلسم جروح الغياب
أحتاجك وردة أضعها في كتابي الحزين فيبتهج بها
احتاجك قطرة مطر تبلل اراضي صدري العطشى
أحتاجك وأحتاجك للانهاية …
في الأمس كنا نجلس على مقعد الأحلام ونشرد ببعضنا …ببعضنا فقط …نتهامس عن الحب العتيق الذي يقف خلف الباب ..عن أشواق لا تنضب وبيديك الناعمتين تقطف وردة وتزين بها خصلات شعري ..شعري الذي كنت تصفه بالحريري ..تسكب لي عصارة وجدك في كأس فيختفي ظلام نفسي ببسمة ثغرك القمري مترافقة مع كلمة أشتاقكِ دوماً ..
في الأمس غفونا على احلام وردية وأضأت لي شمعة الأمل بأننا سنرفع نخب كأس الغرام معاً ..
وعدتني بأنك ستكتبني قصيدة حب يتغنى بها الشعراء ..
في الأمس حدثت أشياء وأشياء ..كلما صعدت ذكراها إلى دماغي أحدثت فيه ضجيجاً يجعلني أشتهي النوم عدة أعوام متتالية ..
اليوم يدفعني هذا الضجيج لقول: أحتاجك ..ولكن ..لا أدري إن كنت تحتاجني …ولا أدري أين أنا اليوم في عالمك ..
و هل ما زلت أميرتك …فاتنتك و عطر العطور و….؟
وأسئلة كثيرة تدور في رأسي ولا ألقى لها إجابة …لم يبقَ معي سوى إحساسي العالي الذي يرافقني من الأمس وحتى اليوم ويقودني لأن أدوّن مشاعري وأحاسيسي على هيئة رسالة إلى مجهول …لعلّ حروفها تقع بين يديك فتقرأها وتزيل حيرتي وظنوني …
يتبع …