وداعا / سأهديك هذا الغزال / المسيح وأمضي

شعر / محمد علي شمس الدين | لبنان
(مقاطع حب اليها تماما في لحظة الانفجار) 

ينام على الشجر الأخضر الطير لا تيأسي
واهدئي
فمن مات واحترقت روحه
في الربيع الذي جاء بعد الأوان
حفنة من ملوك الزمان
هرمت مثلما تهرم السلاحف في البحر
ألقت معاطفها
على ساحل الأبيض المتوسط
واندثرت كالقباب القديمة
نفقت وهي مقلوبة على ظهرها
وأعينها كالزجاج
ولا بأس أن تشهدي
جحافل تهوي من الطير
تغرز في جمجمات الملوك مناقيرها
وتأخذ شيئا من القوت والملح
خائفة في انتظار النشور
فما بين يوم واخر.. تنهض من نومها الكائنات
ويبعث من في القبور
…..
……..
وعيناك فيها
كبدرين يرتجفان من شدة الخوف لا تجزعي
فعيناك تندلعان في كيمياء العصور
وهذي البيوت على الشرفة الساحلية
وقد فتحت في شهر اب معاطفها
وألقت على البحر أعناقها
غادرت ساكنيها
…….
……..
أنت مفتاح سري وداري
فلا تتركيني كحبل تقطع في البئر
أو كطفل تدوس على ظهره الأرجل الحافية
وأنا / مثلما تعلمين / أموت لكي أبصر الأرجل الحافية
وهي ترقص لي
بعد ليل من الجوع والخوف
وحدي
تشردت في الأرض حتى تقطع بي ثوب هذي الفلاة
وقد أنكروني ثلاثا
وألقوا بثوبي على باب دارك… لكي تحسبي أنني مت
لكنني عدت ممتلئا بالحياة
ويممت وجهي اليك
وداعا
سأهديك هذا الغزال / المسيح
وأمضي
( مقاطع معدلة من قصيدة ” ينام على الشجر الأخضر الطير” من ديوان” ينام على الشجر الأخضر الطير” / كتاب مجلة دبي الثقافية العدد58 / فبراير 2012)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى