تصنع من آلامها رجلا

د. أحمد جمعة | مصر

 لي صديقة شاعرة..

تكتب كل يوم أكثر من عشرة نصوص

كأبدع ما يمكن لشاعر أن يكتب

وفي كل نص تراها امرأة أخرى

تشعر بأن داخلها عشرات الشواعر

يتصارعن على القصيدة،

في يوم واحد، قرأتُ لها..

قصيدة عن امرأةٍ مثل شارع مهجور

في الصومال

تضفر شعرها الأبيض بالغيوم،

وأخرى عن امرأة

مثل كلب يسابق العقارب

كي ينبح في وجه الوقت

فتلدغها الرغبة،

قصيدة عن امرأة

تحلّي قهوتها التي هي أحلى من أيامها

بالمواء الذي لا مصدر له

إلا قلبها

ثم تقبع عند قدم الحاجة،

وأخرى عن امرأة

تفتح بطن اللغة بمشرط الصمت

تستأصل من تورم في رحم

الكلام

وتخيطه بالدهشة،

قصيدة عن امرأة تصنع من آلامها رجلا

ثم تربطه بشعرها

وتبقى تجلده بالقبلات،

وأخرى عن امرأة

تلوّن خوفها برواية وقصيدة

وأمنية تطفو على سطح الورق

ثم ترسو على خديها

دمعة دمعة،

قصيدة عن امرأة

تحلم بالشبق الذي يعيد هيكلة أنوثتها

ويفجر من تحتها الأنهار،

وأخرى عن امراة

تفرك حلمة وحدتها بأصابع الذكرى

فتسيل نشوتها

حزنًا أبديًا

يحيل غرفتها بحرا من الآهات،

 

صديقتي تلك،

لمّا سألتها: كيف لك هذا؟!

قالت: أحب قراءة الشعر المترجم

والذي لا يقرؤه أحد!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى