بقلم: د. وجيهة السطل
اعتاد الكتاب والمثقفون والمتحدثون، ورؤساء العمل، والمديرون؛ أن يستخدموا فعل قوَّم بالواو للتعبير عن إصلاح الاعوجاح ماديًا أو معنويًا؛وفعل قيَّم بالياء إذا قصدوا الحديث عن سلعة أو موقف أو إنجاز، أو إعطاء العين قيمةً سعريةً أو قيمة ًمعنويةً. وهم مخطئون في ذلك فالفعل في المعنيين واحد. والمعنيان فعلهما في المعاجم اللغوية واحد وهو قوَم. قوَّم العود الأعوج فاستقام .وقوَّم سلوك ابنه. وقوَّم سعر الخاتم في سوق المجوهرات. وقوّم جهود العاملين وحدد أولويات الأحقية بالترقية. فالقيمة أصلها قِوْمة على وزن فِعْلَة بكسر فسكون ففتح. وحدث إعلالٌ للواو فقلبت ياء، لوقوعها ساكنة بعد كسر. مثل مِوْعاد > ميعاد. ومِوْراث > ميراث.
والقِيمةُ واحدةُ القِيَم، لأنه يقوم مقام الشيء جاء في لسان العرب (قوم): والقيمة: ثمنُ الشيء بعد التَّقْوِيم. تقول: تَقاوَمُوه فيما بينهم، وإذا انْقادَ الشيء واستمرّت طريقته فقد استقام . وفي الحديث: “قالوا يا رسول الله لو قوَّمْتَ لنا، فقال: الله هو المُقَوِّم“، أي لو سَعَّرْت لنا، وهو من قوَّمت الشيء، أي حَدَّدْت لنا قيمتها.
والقَوامُ: العَدْل؛ قال تعالى: وكان بين ذلك قَواماً؛ وقوله تعالى: “إنّ هذا القرآن يَهْدِي للتي هي أَقْومُ”؛ قال الزجاج: معناه للحالة التي هي أَقْوَمُ الحالاتِ وهي: تَوْحِيدُ الله، وشهادةُ أن لا إله إلا الله، والإيمانُ برُسُله، والعملُ بطاعته.
هذا وليس في معاجم اللغة مادة قيم. وهي في معاجم المصطلحات فقط.