مدن الزعفران

عبد الله الجيزاني | شاعر عراقي مقيم في لندن

لا أحد هناكَ

لا أحد …

لا احد ينتبه إليكَ

بغربتكَ …

لا أحد يتبع

خطاكَ إن مشيت

لا أحد يعمر الضفة

اليابسة بداخلك

لا أحد يعيركَ إصغاءهُ

ويغنيك حضورهُ

اترك الأجواء

تئنُ بصخب

ووسع أفاق

ستائر العزلة

قبل أن تنزف أوقاتها

ولا تدع مصيركَ

تحت رحمة

الغيوم المهترئة

ترشدكَ…

 لفضائل حروب طاعنة

 بتأثيث مسارات

 الكواكب النائية

تنهي خيارات الحياة

وتزف بشرى حروب أخرى

 تبقى جاثمة على أنفاس

أنهار اليقظة

لكنها ممتلئة الرغبة

و بدون ضجيج

تمضي عبر مدن الزعفران

محملة بما يحيل

الأرواح الداجنة إلى جفاء

هناك النصائح تغدو

تعويذة لهضم الليل

لا أحد هناك …

لا أحد يطرز الباب بعطرهِ

أو يغفو بحضن الانتظار

حتى وإن كان ذلك

 دون جدوى

لا تتردد …

اعبر ناصية الحلم

وحيداً …

للفضاء الفسيح

واحمل سبائك

هدهدة الروح

نياشين حروبٌ قادمة

ودمغ  سارية الأهوال

بما تجود به

الأجساد من جروح

إن تسلحت

بمفردات الغفلة

وجافتكَ أمطار الفطنة

لا تقلُ نسيت الحوار

إن نسيتهُ لا تغضب

وإن لم يودع ذهابكَ

أحد لا تغضب 

لا تغضب من جسامة الأحداث

ابحث عن صليب نجاة وحدتك

واختبر ذكاء مقاعد الريح

بصبر اللحظة

 المكتنزة الرؤى

 تظلُ هي بوصلتكَ

وهالة من الرجاء

 تحيطُ تأملاتكَ

 بوابلٌ من الدعاء

حتى يومكَ الأخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى