أغاني الجياع

مروان عياش | سوريا

لعينيكَ سأزرع أحلامي قمحاً
مهما رَبطتُ على بطني الأحجار
أَرقص تحت الشمس
وإن تساقطتْ شفتاي
حافٍ عارٍ
سأبقى أنا سيدُ الأحرار
أتذكرُ زهرَ التفاح في طرحةِ أمي
إن جفَ الورد
و تيبست الأشجار
من قشِ البيدر غزلتُ عاصمةً
ودروبي جراحُ الأمس
مزماري قضبانُ السجن
ونشيدُ مدينتي ضحكاتُ الأطفال

لعينيكَ
سأزرع أحلامي قمحاً
مهما طال جفافُ الأيام
وأحفرُ الصخرَ بأظافري
أمزق لجامَ الخوفِ
لتغني الأنهار
سأقفز فرحاً كالصبيان..
إن حطَ عصفورٌ على كفي
يخبرني في أي عامٍ ستعود الأمطار
أفتحَ دفاتري اليباب
أروي عطشَ القصائدِ
وأبللَ جبينَ الأحزان
سأغني للقمرِ الخائف خلفَ الأدغال
أُعَلمهُ رقصَ الدراويشِ
وألحانَ الوديان
أعلمه كيف يَنقشُ الضوءُ شِعراً على الجدران
كيف يَسقِف الدارَ بألوانِ نيسان
ويُشعلُ في جوف الليلِ مصابيحَ الآمال

لعينيكَ سأزرع أحلامي قمحاً
تحصده الفراشات
أنثرهُ على رؤوس الجبال
وفي الساحات
أُطعمُ طيراً حراً
يأبى الحبسَ في المغارات
أصنعُ من صناديق البارود
أقداماً للأيتام
نهربُ لسهلِ الأحلام
و لا نخشى الفزاعات

لعينيكَ يا بلد الأوجاع
سأزرع أحلامي قمحاً
أرقصُ تحت الشمس
سيدُ الأحرار… أنا
وقامتي أعلى القامات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى