سوالف حريم.. مولدي
حلوة زحايكة | القدس – فلسطين
تمرّ ذكرى مولدي مرّ السّحاب، وهذا أمر ليس جديدا، فكلنا ندخل هذه الحياة ونغادرها كحلم مرّ بنا، صحيح أن الحياة جميلة، لكن لا أحد مخلد عليها.
وصحيح أن كل انسان يسعى لأن يكون بحال أفضل مما هو فيه، وهذه طبيعة البشر الذي خلقه طمّاعا هلوعا وغير قنوع.
وأزعم أنني راضية عن نفسي، فحالي أفضل من حال غيري بكثير، لكن طموحي وأحلامي لا حدود لها. وهذه طبيعة البشر.
ورضائي عن نفسي ينبع من أنني ثابرت في هذه الحياة، وحققت ما استطعت، فأنا زوجة ولي ثلاثة أبناء هم قرّة عينيّ، بذلت وأبذل ما استطعت في سبيل اسعادهم. وأحطت بيتي بسوار من الورود المختلفة الجميلة التي تبعث الدفء في قلبي، ولتضفي على بيتي جمالا يدخل الفرح الى قلب زوجي وأبنائي.
وأنا قانعة قنوعة بما حباني به الله، وآمل أن يطول بي العمر لأسعد زوجي وأبنائي، وأخدم والدتي العجوز التي ترمّلت عليّ وعلى شقيقاتي وأشقائي في سنّ مبكر عندما سقط أبي شهيدا في حرب حزيران 1967، وعانت وجاهدت كثيرا لتربينا تربية حسنة، فشكرا لك والدتي العظيمة. فدينك عليّ كبير جدا، ورضاك مطلب آمل أن أحظى به. وشكرا لكم زوجي وأبنائي.
صحيح أنني لا أحتفل بعيد ميلادي ولا يحتفل بي آخرون كما هو حال الكثيرين، لكن هذا لا يمنع أن أحتفل أنا به، وأستعيد شريط حياتي في وقفة مع الذات، وأن أقدّم لنفسي وردة من حديقتي، وهذا يكفيني.