تاجر الخردة
ياسر محمد الوحيدي / فلسطين
اشترى ثلاجتي القديمة ..
و( بابور الكاز ) الذي ورثته عن جدي الهارب
قبل إعلان الهزيمة ..
رفض التاجر الملعون شراء
جميع مكرمات الأنظمة الكريمة ..
( كلبشات ) يديّ وسلاسل عنقي
والقفل الصدىء على فمي
ومفتاحي الشاهد على الجريمة ..
وأوتاد الخيمة التي انتقلت
إلى لساني حتى لا يمارس الشتيمة ..
والخنجر المسموم في قلبي
وملاعق ذلٍ في أواني الذكريات الأليمة ..
ومذياع يهتف عاش القائد
كلما صافح الفحل غريمه ..
رغم أن وزنها ثلاثة وسبعون طناً من القهر ويزيد
قال : يا عزيزي من يشتري القيد سوى العبيد ؟!
تاجر الخردة
لا يملك دكاناً في وطنه
ولا صورة لسياسي .
يقول : يكفي جدار بيتي هلاكه
يعلق صورة ابنته على سيارته القديمة ..
تاجر الخردة
لا ( يسحج ) إلا بأعراس الفقراء
عاش متجولاً حراً
يتنقّل بين الأحياء الفقيرة
يتبعه أولاد الحارات والمخيمات
ليشتري منهم ما جمعوه من عطايا الوطن !
أما نحن توزعنا على دكاكين
دفعنا في رأس مالها ثمناً لا نريده
ولكن باعتنا وباعت الأوطان في سوق نخاستها
تاجر الخردة
يزعجنا عندما ينادي بالسماعة
( توتيا نحاس ألمنيوم حديد للبيع )
أمسك السياسي البوق ونادى
شعوب أوطان جيوش حدود للبيع
بكت الأوطان كخردة
اصبحت في نظر أصحابها ليس لها قيمة !