تعرت أمامي فلم أحتمل خجلي قصيدتي البكر
د . نبيلة الطاهر و مفتاح البركي | ليبيا
(تناص شعري و سفرٌ لذيذ في مشاتل الأخيلة)
نبيلة الطاهر | ليبيا
(دالية القرب)
امرأة
من زمن الصمت
خانتها حروف الأبجدية..
نصف ابتسامة وطيف حضور
غير كفيلين
بردّ الروح في غمد سكينتها…
ظلها المفتون
بيقين الاكتمال
لا تزاور عنه شمس المساءات الجامحة..
تظل تلحقه لعنة الوجد
تفتن ماءه
فينتفض طينه
وتنسكب خطى ملحه
في دروب التجني..
خؤون هو الزمن
يسكب مُضيّه في جيب النسيان؛
لكنه لا ينسى أن
يثمل بليلة الميلاد…
لا ينسى باكورة توته البري
وحربه الحارة مع ريق العناقيد
ودهشة انتصارته المجمرة…
لن ينسى قمرا مؤنثا
لبث أسيرا ذات ضحى
في روابي سجدة أواب
ثمل…
قمرا يعصر عنب الحلم
من دالية القرب…
وعند كل مفترق شوق
يشوي وجده
على مجامر الحنين..
فيرتكب الغناء
خلسة…
ويعلق تميمة اللقيا
على عناقيد الأمل
ويمضي …
°°°°°°°°°°°°°°°°°°
مفتاح البركي | ليبيا
كنتُ أرقبها تلك البعيدة
و هي تهبُ القناديل وهج الغناء
بطعم العسل ،
كنتُ أرقبها
في دهشة المواويل الحزينة
و هي تحرس رائحة الأرض
و الحب
بأنفاسٍ من جمر و نبيذ
لها ريق العناقيد
و صهيلُ الأخيلة
حين دعتني إلى خدرها بكيت
هي أقربُ للشمس
أقربُ للحلم
أقرب لي مني !
ها أنا
ارتديها بجناحين
من حُلم و أعري القصيدة
من شوقها
تحت سماءٍ خفيضة
و على آسرةٍ ماجنة
أحتسيها
قليلاً
قليلا
أجاهر بالذنب اللذيذ
مُنسدلاً خفيفاً
أميل ناحية داليةٍ و نهد
لم ينطفيء منذ
الليلةِ البارحة
غاوياً يشتمُ بياض الفجر !
منذورةٌ لشهوة التيه
في حدائق غنجها الأنثوي
ينمو على شفتيها نبيذ الغناء
لها نمشٌ أتبددُ فيه
حتى الغرق
مغلولةِ الثمر و طمع الينابيع
ها أنا من الكهف
أخرج مُبللاً بوردها
مُريداً لها و الشمس تنشرُ
بُردتي .