ننامُ ويحرسُنا ليلُ أمس
عبد الرزّاق الربيعي | مسقط
على السريرِ
بقايا أرقٍ كثيفٍ
يفيضُ
على السريرِ المجاورِ
للغيم
///
الليلُ معارك مع الأشباح
النهارُ نزالات
مع ظلالها في الأرض
///
في قبضةِ الذبول
اضلاعُ الزهرةِ الّتي
كانت تفتحُ أزرارَ صدرِها
للنسيمِ أمس
///
الليلُ جرحٌ
النهارُ ضماد
///
من الذقنِ
يبدأ خيطُ دمٍ مشرّد
وفي لبّ القلبِ
يثوي
ولن ينهضَ
حتّى قيام عقرب الساعة
///
الليلُ كوابيس
النهارُ أطياف
///
من حلمٍ ليليٍّ عابرٍ
نالتْ أحلامُ يقظتي
كدمةً
ظلّتْ تؤلمُني
طوالَ النهارِ التالي
///
الليلُ كلماتٌ
النهارُ قلم
///
لم يكن لليل أحد
وليس لهُ شريكٌ
ولم تكن له صاحبةٌ
ولا ولد
لذا تدثّر بالظلام
///
الليلُ اسمٌ
النهارُ فعلٌ
///
في الذاكرةِ
بقعةُ عطرِ رقبة
يسيحُ حتّى
يغطّي الكواكبَ
ويُزكمُ
أنفَ الكون
///
الليلُ شاعرٌ
يسردُ حكاياتِ
الفِ نهارٍ ونهار
///
البقرةُ التي تمضغُ
طعامَها نهارا
بشهيّة
هل تعلمُ أنّها
ستكونُ لقمةً
بفمِ الليل؟
///
آناءُ الليل
تحتضن نهارا غائبا
///
أطراف الليلِ
أطيافُ النهار
///
في المزاجِ طعنةٌ عميقةٌ
عليها توقيعُ
حفيد” بروتس”
السادس عشر !
///
الليلُ محطّةٌ
النهارُ قطار
///
في الطعنةِ أرصفةٌ
ونهاراتٌ قابلة للكسر
///
الليلُ سكنٌ
النهارُ رصيفٌ
///
البعيرُ الذي يجترُّ أيّامه
في الليلِ
اين سيولّي وجهَه
في صحراءِ النهار؟
///
أرباحُ الليلِ
خسائرٌ
في النهار
///
في قلبِ هذا الليلِ الطويل
ومهجتِه
ننامُ
ويحرسُنا
ليلُ أمس