قبلة

عبد الرزاق الصغير | الجزائر

يخنقني الملل
لا أطيق منظر الحي
صنوبرتنا المصابة بالشلل النصفي
استقبال الأولياء لأطفالهم محدثين جلبة عند بوابة المدرسة
حانوت البقالة التي تبيع الواقي الذكري ، تحميلات ألام الظهر
و البرياكتين
دهون عشبية للإنتصاب ، الكيف
والفياكرا
سرا
هرج الأطفال
عراك الجيران
تسرب المزن
أسيجة وأطر النوافذ المهترئة
أبواق سيارة الإسعاف
دوريات الدرك
والباعة المتجولون
زعيق الأرملة الخرساء
أخيرا
يفك المطر خناقي
لألتقي حبيبتي في خلفية منزل شبه مهجور
أحن وأقبل حبيبتي
بسريعة
تطوى صفحة
النهار
ليشع الرذاذ تحت مصابيح الشارع
الخالي
إلا من نباح معوج
كخطوات سكران أعرج

°°°

لا تغريني وزوزة الخمر على رأس اللسان
ونهود البغايا في القصائد المتهتكة
ولا آبه لبطاقات الورود الـ gif الجامدة في ال Gmail
كما أني لا أدخن ولست شاعرا هاوي
أو رئيس قسم التخدير في مشفى عمومي
لا أشتري إمرأة من قواد حتى لو مت من البرد
و العنت بفتح العين والنون
لا أعرض دواويني على أبواب التظاهرات الثقافية كأنني شحاذ
ولا ألقي شعري كبائع متجول
لا تغريني وزوزة الخمر على رأس اللسان
وتبرج السكرتيرات
ولا أمشي مع قصيدة
تتغنج تشتعل فتنة
في حي شعبي مسدود
ومظلم
لا أومن بحب المصلحة
بشعر المصلحة
بمضاجعة المصلحة
بشعراء المديح
و عرائش الياسمين
اليابسة

°°°°

الحادية عشر صباحا
استفقت فزعا على إنفجار قوي
يصرخ أحدهم في الشارع إنه الرعد
وهو يبسمل و يحوقل
من نافذتي الصغيرة يقابلني في الشارع شجر السرو العملاق يرتجف تحت الزخة ، بائع البندورة يحتمي في موقف الحافلة
تنقطع الكهرباء وتعود
الماء مقطوع
وأنا أغلي البن
أتذكر عينيك
إبتساماتك وأنت تلتفتين مغادرة
شعرك الطويل و كنزتك الصوفية البيضاء
إشاراتك وأنت مسرعة ، تنعطفين
أشعر بالبرد أغلق النافذة وأسدل الستار
لأشرب قهوتي وأنا ادخن في الظلمة
أتذكر شاعرا لا أذكر أو كاتب مسرحي
يكره الأفكار الملتوية كسلالم الشقق الحديثة
أنهض لغرفة الحمام ، الماء لازال مقطوعا
أعود لأندس تحت الغطاء ولا أفلح في استجلاب إحدى قصائد عمر إن ربيعة
كما لا أفلح في العودة الى النوم ثالثة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى