سوالف حريم.. ابني البكر

حلوة زحايكة | القدس – فلسطين

الأمومة والأبوّة غريزة غرسها الله في خلقه من الاناث ومن الذكور، وكلّ فتاة تحلم أن تكون زوجا وأمّا، تماما مثلما هم الذّكور كلهم يحلمون أن يكونوا أزواجا وآباء، وهذه سنّة الله في خلقه، وإذا كانت غريزة الأمومة أكبر من غريزة الأبوّة كما يقول العلماء، فإنّني أنا شخصيا- كما كلّ امرأة- لا أعتقد وجود امرأة تحبّ أبناءها أكثر منّي، أقول هذا وأنا أستذكر فرحتي بابني البكر طارق الذي يحتفل بعيد ميلاده السابع والعشرين، وفي هذا اليوم أكاد أطير فرحا بابني الذي شبّ وتزوّج وصار أبا، وأن أحتفي بتبنه الذي هو حفيدي، فأن يكون المرء جدّا أمر رائع أنتظره بشوق. وعندما تأكّد حملي بطارق لم تسع الدّنيا فرحتي، وكدت أطير فرحا، وما أن بدأ يتحرّك في أحشائي، حتى رأيت الدّنيا ترقص لي، وكلّما تحرّك كنت أتجمّد مكاني لأتابع حركاته وأعدّها، وأفرح بها، ورغم آلام الولادة التي عشتها، إلا أنّ رؤيتي لطارق قد أنستني هذه الآلام، وكنت أخاف عليه من نسيم الهواء العليل، وعندما كان يعطس أو يصاب بالزّكام لا أفارقه، وأطلب من الله أن يشفيه بل أن يبتليني بالمرض بدلا منه، وتابعت تربية ابني حبيبي طارق، وهو ينمو يوما بعد يوم، وسعادتي به تزداد أيضا، وها أنا أراه زوجا وأبا لطفل بشوق بالغ، فكل عام وأنت بخير يا قرّة عيني يا طارق، وأصلي لله أن يعطيك الصّحة والعافية أنت وشقيقيك، وأن يطيل أعماركم الى ما بعد الماية وعشرين، وأن يوفقكم لتعيشوا سعداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى