عمار يا مصر
خضر محجز | غزة – فلسطين
حينما ابتدأت مصر نهضتها بعد التحرر من الحملة الفرنسية والعثمانيين، أرسل إليها الغرب الإخوانَ المسلمين، ذلك لأن نهضة مصر إن تمت، فسوف تضعها على قدم المساواة مع قوى الغرب، وتفتح تقويم العد التنازلي للقضاء على كيان الغرب الوظيفي في المنطقة.
والغرب يريد سوقاً عربية مفتوحة يبيع فيها منتجاته الاستهلاكية، وأسلحته التي انتهى تاريخ صلاحيتها، كما يريد منع عودة الأحلام العربية إلى الظهور، تلك الأحلام التي كان آخرها طموحات محمد علي، وخطا ناصر ـ رضي الله عنه ـ خطواته الأولى لاستئنافها.
الغرب خاض حربه ضد مصر والعروبة والإسلام بيدين إحداهما إسرائيل، والثانية الإخوان المسلمين، فسلح إسرائيل ليتواصل عدوانها، ووظف الإخوان ليحاربوا كل نهضة حديثة، وقد رأينا كيف حارب الإخوان مع أمريكا ـ كتفاً لكتف ـ مشروع السد العالي، وتصنيع مصر، وتأميم القناة، وكسر احتكار السلاح…
عبد الفتاح السيسي والجيش المصري العظيم، قررا هذه المرة مواجهة العدو في البيت، فبدل أن ينشغل الإخوان بتخريب مصر، جعل السيسي الإخوان ينشغلون بمداواة جلودهم، على طريقة الحجاج حين قال لأهل العراق: “والله لأشغلنكم بأبشاركم حتى يقول الواحد منكم لأخيه: “أنجُ سعد، فقد هلك سُعيد”
حارب السيسي ومصر الإخوانَ بإشغالهم بجروحهم، فما إن يتماثل جرحٌ للشفاء، حتى يفتح لهم السيسي جرحاً جديداً، أو ينكأ لهم جرحاً قديماً.
والغرب في هذه المرحلة اكتشف بألم شديد، أن الإخوان ـ بكل ما أنفقه فيهم ـ لم يستطيعوا تنفيذ الخطة، وفشلوا في تسديد الدين، فسكب على مؤخراتهم الماء البارد.
تصوروا ماذا كان سيقول الإخوان عن النهضة الاقتصادية الهائلة التي تنفذها مصر الآن، لو لم ينشغلوا بالبحث لهم عن مأوى جديد.
عمار يا مصر.