القرآن يُصحح الهيروغليفية.. للمُفكر المصري ياسر أنور
الكتاب شارك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 بجناح دار أفاتار للطباعة والنشر
عالم الثقافة | القاهرة
يُقدم المؤلف في هذا الكتاب مصطلحا جديدا يسميه “الهيروغليفية الشرقية”، وذلك في مقابل “الهيروغليفية الغربية”، ويقول إن نطق الهيروغليفية التي تنتمي إلى العائلة الأفروأسيوية على الطريقة الغربية التي تنتمي إلى العائلة الهندوأوروبية، أدي إلى تشويه كثير من ملامح الهيروغليفية الحقيقية، فمثلا نطق كلمة “أيست” (إيزيس)، بتاء مفتوحة على طريقة “أنطوانيت” أو “أفروديت” أدى إلى غياب الملمح الحقيقي للاسم، وهو “أسية” بتاء مربوطة لا تاء مفتوحة، وكذلك اسم “ميريت” الذي ينبغي أن يُنطق “مارية” بالطريقة الشرقية.
وقد ساق المؤلف الكثير من الأمثلة انطلاقًا من آيات القرآن الكريم التي يرى أن فيها تصويبًا وتصحيحًا لكثير من ملامح الهيروغليفية، مثل كلمة “التوراة” التي يُصر المؤلف على أنها كلمة مصرية قديمة، وتعني عظيمة الشأن، ويُصححها القرآن بهذا النطق (التوراة) بدلا من النطق الغربي “تورت” بالتاء المفتوحة. ومن النماذج القرآنية التي قدمها المؤلف للهيروغليفية (المصرية القديمة) كلمة السامري، وكلمة موسى وكلمة فرعون، وكلمة هامان، وكلمات أخرى، استطاع من خلالها المؤلف أن يُقدم بنية اشتقاقية للهيروغليفة تتفق مع عائلتها الأفروأسيوية. ومن النتائج الجديدة التي توصل إليها المؤلف أن كلمة فرعون لقب لشخص واحد فقط، ولا تعم كل الفراعين المصريين؛ فهي من وجهة نظر المؤلف تتكون من ثلاثة مقاطع، لا مقطعين فقط. وهذه المقاطع هي فر- عا- أون، حيث إن كلمة أون ليست زائدة على مصطلح فرعا، بل هي بمعنى الأبنية الشاهقة في الهيروغليفية فتكون الكلمة بمعنى (فرعون) الأبنية الشاهقة أو ملك الأبنية الشاهقة في دلالة واضحة على فرعون موسى. ومن الأمور المُدهشة أيضا أن أحد الملوك المصريين القدماء والذي ينطقه علماء المصريات “حجيفا” ينطقه المؤلف “حذيفة” بالطريقة الشرقية، و يقوم المؤلف بعملية تحليل لرموز الحروف التي يتكون منها هذا الاسم، ويقدم أدلة دامغة على صحة نطق حذيفة بدلا من حجيفا. ويطوف المؤلف في موضوعات مختلفة منها اسم مصر في النقوش القديمة، وهل هو موجود أم لا، وهل يعني الدولة المعروفة أم مجرد مدينة فيها. الكتاب إذن يُدشن لمرحلة جديدة في الهيروغليفية، وهي مرحلة تصحيح النطق بالطريقة الشرقية، وهو الأمر الذي سيكون له نتائج دراماتيكية، كما أنه سيفتح آفاقًا جديدة للدراسات الهيروغليفية والقرآنية.