وتر النصر
قمر عبد الرحمن | فلسطين
يسأل الأسير نفسه
مَن سيبدّد الظّلام؟
مَن سيُعلن الختام؟
مَن هو شقيق السّلام؟
قبل عام وعشرة.. كان يصرخ بأعلى صوته.. وكان جدار الزّنزانة يردّ صدى الصّرخة عليه.. ويتعاظم الوجع.. فقرّر أن يكتب؟!
اتخذ من الورقة صديقة..
الورقة الأنثى الوحيدة في السّجن.. التي يشاطرها آهات الذّات.. وكتب
درب الرّجوع طويلٌ وأصفر
والرّيح تسخر من منحنى ابتسامتي..
ابحث عن وجهي الغائب..
لا مرايا هنا.. ولا عيون أرى بها نفسي..
اجرح وجه اللّيل بضجر المفردات..
هل يخجل اللّيل إذا هرمت السّنوات؟
يترك الورقة..
ينفض ذكرياته بقوّة.. لتحيا
عمتِ مساء يا ذكريات.. هل تذكريني؟
أنا من هزمت عتمة الطّرقات..
اعذريني لا سبيل للهروب إلا إليك
هلّا حملتني إلى حلمٍ يشبه المطر
يحرّرني من الظلمات..
يمسك الورقة..
وفي لجّة الصّمت تزوره غيمة الذّكريات ويستسلم للدمعات..
في مثل هذا المساء.. كانت تربّت على كتف أحلامي كفٌ من الجنّة.. أمّي يا أجمل اسمٍ نطق في الجملة..
في مثل هذا المساء.. كانت تحاور نبضي حبيبتي تصوّب قلبي في مرمى الكلمات..
يسقط القلم من يديه
ويرتسم هلالان تحت عينيه..
حبيبتي.. مُنعت من الزّيارات
حبيبتي.. ما زالت تصدّق جمال النّهايات
حبيبتي.. لا تثق بانتصار القرارات
حبيبتي.. يقتلها الأملُ بالنّور كالفراشات
يتبع…