علاج كورونا وخطورة التطعيم

أ. د. فيصل رضوان | أستاذ التكنولوجيا الحيوية الطبية والسموم – الولايات المتحدة الأمريكية

هل يوجد علاج لكوفيد-19 المرض الناجم عن الاصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد؟ الاجابة؛ نعم، أهمها المضاد الفيروسي الذى يوقف تضاعف الفيروس فى الجسم، مصاحبة مع علاج مضاد للالتهابات التى تنشأ من نشاط الفيروس بالرئة واعضاء اخرى بالجسم.

وهل نحارب الوباء العالمى بتوفير العلاج؟ الاجابة:

لا. لأن العدوى الفيروسية تنتقل بسرعة بين الناس وحتى مع وجود علاج متاح فإن التزايد فى حالات الاصابة يؤثر على كفائة وجودة الخدمة الصحية عموما، ومنها الحصول على العلاج عند الحاجة اليه ومتابعة المرضى مما ينتج من تزايد اعداد الضحايا.

السؤال الآن، كيف نحارب هذا الوباء العالمى؟
أولا: التباعد الاجتماعى والاحتياط الكبير ذلك لتقليل فرص الإصابة من تنفس الهواء الملوث بالفيروس عن طريق الفم أو الأنف. لذا يجب وضع الكمامة بشكل محكم (لتغطية الانف والفم) اذا كنت فى مكان مزدحم، أو سيئ التهوية، أو لا يوجد مسافة مناسبة بينك وبين الآخرين، مع المحافظة على نظافة اليدين بشكل دائم.

ثانيًا: المسؤولية. اذا كنت مصاب، او خالطت مصابًا فكن مسؤولا وحكم ضميرك ولا تستهتر وتكون سببا فى عدوى للاخرين؛ اعزل نفسك وصارح الاخرين بمرضك حتى يتم متابعتك وعلاجك.

ثالثًا: التطعيم ضد العدوى فى أقرب فرصة ممكنة لحماية نفسك من الآثار الخطيرة للمرض والتى تؤدى الى الوفاة فى اقل من 10 ايام.

هل التطعيم يسبب آثارا صحية خطيرة؟
نعم. أعراض جانبية عادية تحدث مع الجميع نتيجة تفاعل جسمك مع اللقاح وهذا أمر طيب، وتختفي هذه الاعراض بعد 24 ساعة من تلقى الجرعة. الامر الخطير أن هناك احتمال لحدوث حالة وفاة بنسبة واحد لكل مليون شخص اخذوا اللقاح نتيجة لتفاعلات غير عادية ولكن خطيرة. وعلى الجانب الاخر يقتل فيروس الكورونا المستجد بين 30-50 الف لكل مليون مصاب حول عالم.

فكر قليلًا أيهما أكثر خطورة التطعيم أم الفيروس؟
هل التطعيم ضد فيروس كورونا سبب انخفاض فى الاصابات والوفاة عالميا فى دول سارعت فى تطعيم مواطنيها؟ نعم وبشكل قاطع. دول كثيرة تجنى الآن حصاد التطعيم صحيا ونفسيا، خصوصا لحماية كبار السن والاطباء وكل من هم فى خطوط المواجهة، وتُظهر الإحصائيات الرسمية فى هذه الدول إنخفاض كبير فى عدد الاصابات والضحايا مع عودة بشكل تدريجى لحياة طبيعية.

هل فقدت اللقاحات قيمتها مع ظهور تحورات حالية بالفيروس؟

الاجابة: لا.
لا زال اللقاح الذى تم انتاجه من اربعة شهور ذو فائدة كبيرة ضد معظم الطفرات الحالية وتثبته الابحاث والنتائج المنشورة.

ربما تقل نسبة الحماية بالتطعيم وبشكل طفيف مع مرور الوقت وظهور طفرات كثيرة فى ظل انتشار وبائي غير مسبوق للعدوى فى بعض الدول. المهم هو سرعة التطعيم بما هو موجود فى أيدينا الان حتى نحصل على الفائدة. وتقوم بعض الشركات المنتجة للقاحات بتطوير خطوط إنتاج اللقاح بشكل مستمر حتى يشمل الحماية ضد الطفرات الجديدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى