جداً وعشقا أحبك

محمد أبو عيد | مصر
حبيبتي
الآن وقد أكملت في عينيك دهرين من الدموع الدفيئة وبحرا من زبد الشموع المعذبة بالذوبان
هل تسمحين لي أن أقول ….. أحبك ؟
كنت عاكفا في بهاء اللازورد الغامق الغامض
أقشر بدني بظلال وجومي
خمس دمعات في الحلم الواحد …
كان حديثا في أحشاء كومة رماد قديمة
لا أذكر عمرها تحديدا
قلبي يتندى دما وظمأ ….
إبان العصف المجنون الشهي
جاءتني الرطيبة الصاعقة
برغيف الحب كاملا غير منقوص
وزق من خمر لم أعرفه قبل
ملأ كأس الأرض حتى فاض وتلقفه التراب
ف .. جاء اعصارك وألقاني في فكري خصيب الشتات
انفلتت موجة كانت محبوسة في قفص البحر
غيمة مباركة بستان من المطر كثير الشرر
لماذا كلما تذكرني النسيان أتذكرك !
أهو أنت في عينيك البرء والسقم ؟
كنت جالسا على مري … حينها
أحاول أن أشخذ ماض شهي في طرقاته
كل الأزقة والعطوف مجمرة بسخونة الليل والتقبيل
فكنت والله هذا الطفل الجميل الجميل …. جدا ونبلا
رحل ذياك الطفل إلى جهة لست أعملها
كيف أعيد براءته وهو على مايبدو فيما وراء النوى
شيد آلاف السدود والمتاريس المحكمة الحريق
أما أنا هذا الشيخ الكبير الشبح
قد رأيت أنه خلف سهادي وسكوني الطيب الرقيق
خبت وقدة الأثر في أسايا الدفين الحظوظ ….
وقد سح دمي في تلافيف عابر غابر العصف
وقد رأيت والله الرياح وهي تقرأني على لوح المفقودين المتعبين الذين حين اشتهوا الخروج من غيبة النبض كان حينها الدهر كفيفا وغير سميع ……
يا التي علمتني كيف يكون التعب
هل تسمحين لي أن أغلق ملامحي ؟
آن أن أرحل إلي حافيا على شوك وجمر ..
فعند هبوب رحيلي الأبدي …… ؟
إما ترين في حرائقي قطعة رماد واحدة
غلفيها جيدا بالدموع العزيزة
وألقي بها ثانية وألف في حقل النار
وإن سألك النبض
قولي كان نزفا عابرا ومر ….. بغير هوى
ثم اتخذي الذكرى فراقا وصبرا طويلا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى