أنتظر القصيدة

عبد الرزاق الصغير | الجزائر

ليست تلك حياتنا المذكورة
في قصائد النثر
ولا تلك حاراتنا وبردنا
وشتائمنا وقببنا
وقحابنا
وأرصفتنا المحدودبة والحب الذي نداريه عن أهلنا
ونفاقنا والمنحدرات في الأزقة المسدودة ، وكتبنا
ودموع اليتاما والمعوزين وبائعات الثدي
والطرق التي يحفها الصفصاف
وحدائق النوار
والنوء
والضباب المرتفع
ليست حياتنا المذكرة في قصائد النثر
ولا هذا النوع من السنونو
يعيش في أحيائنا
المظلمة

°°°

تتوقف كل الأدوات الكهرومنزلية
لإنقطاع الكهرباء يتوقف تردد النت
أفتح كتابا وأغلقه
أمسح المرآة
أصنع من قصيدة منسية طائرة ورقية
أفشل في تطييرها كما أريد
أتركها فوق الخزانة
أتذكر من عامين كانت عندي بعض النباتات
لو لم تيبس لكنت الأن أبخها وأمسح أوراق الجيرانيوم
أفتح الباب لأخرج حتى بلا وباء
أين سأذهب الناس هنا في الغرب وأنا في الشرق
أتنصل من كل شيء
وألتحم بأي شيء
أحلل كل شيء
أقرأ
أتنفس الشعر
وأشربه
هل أنا المعاب
أفتح كتابا ثالثا وأتركه
أتذكر مجموعة pdf شعرية
حملتها في هاتفي من مدة…

°°°

أنتظر القصيدة
من ما قبل السحور
الآن الدقيقة الثالثة
قبل منتصف النهار
أسراب الدوري غادرت شجرة الزيتون
ثياب جارتي الداخلية على الحبل الخلفي
جفت
هاهم أطفالي أكملوا حصص دروسهم المتلفزة الصباحية
مجتمعون على مائدة الغداء
هي العشية إذن
لا أظن توفي بالوعد القصيدة اليوم
يعجبني تحليق الطير
تعجبني طريقته في فرد جناحيه
يعجبني دلال ومشية المرأة المن دون كمامة عند سور الحوش
يعجبني الصمت وألوان أزهار الجيرانيوم
تعجبني شراشف ستائر الساتان الزرقاء المتدلية من النوافذ المواربة
كيف تنتفض و تنفض الغبار سروة الحقل عندما تعانقها الريح
كإمراة عزباء واعدها عابر سبيل
في آخر الشارع الخلفي خلف بيت مهجور
أذن للعشاء
مازلت أنتظر
أنا الآن فقط
أشاهد شريطا وثائقيا
عن الحوت الأزرق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى