السلام على الشعر في عيده

سمير حماد | سوريا

في الحادي والعشرين من آذار كل عام، يحتفل العالم بعيد الشعر العالمي… الشعر، هذا الطائر الجميل الذي يشارك الربيع  عيد الفرح بالخلق والإبداع …….

كل شاعر – بالمفهوم العام للشعر – يختصر الكون بشعره عبر رؤيته للحياة، لأن شعره ينبوع من التكهن والعرافة وهو دون أن يدري عرّاف كوني وعرّاب مستقبلي، يقرأ الحاضر عبر التصاقه به، مسلحاً بإدراك ووعي يفوقان المألوف ويتجاوزانه ويجعلانه قادراً على محو الفواصل بين الحاضر والماضي والمستقبل ويخلق منهم جميعاً جسداً واحداً ماحياً الأبعاد المتعارف عليها ليحيا التجربة في محرابه المقدس كجزء صغير من هذا العالم الذي تلغى الفواصل فيه ويخلق مولوده دون أن يفكر بتفصيلاته وجزئياته الصغيرة، ويصل إلى الإبداع عبر رؤاه المجنونة بعيداً عن التصوير الواقعي واليوميات المتزمتة التي لا تتجاوز الرؤية البصرية ليدخل عالم الرؤيا الموغلة في مستقبليتها ونبوءتها ويكشف عبرها ماذا سيكون؟ بعيداً عما هو كائن وبناءً عليه يستشفّ رؤاه عبر انفتاحه على العالم دون سعي للعب دور النبي أو المتنبئ، ولكن إحساسه بالزمن وانصهاره به وتوحده مع الكون وتجربته الفنيّة في الحياة جعلت منه صاحب رؤيا وجعلت من أشعاره حقيقة وحكمة تتناقلها الأجيال..

في عيد الشعراء  نقول لأرباب الخيال كل عام وأنتم أكثر تحليقا بأجنحة الإبداع للوصول إلى جنتكم الموعودة ….في سمائكم الثامنة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى