شـــاعــــر
فرحان الخطيب| شاعر سوري
“لمناسبة يوم الشعر العالمي”
شَاعرٌ أنتَ .. من رُباكَ العبيرُ
والفَراشاتُ.. مالَها لاتطيرُ!؟
شاعرٌ أنتَ.. رامحٌ صَوبَ شمسٍ
والغُيوم.. إذا غَفوتَ السَّريرُ!
شاعرّ أنتَ.. توّجتْكَ القَوافي
واحتفى فيكَ قولُها… يا أَميرُ!
* * *
يا صَديقي بناتُ فكرِكَ أسْرى
اطلقِ الغِيدَ.. ليسَ يسمو الأسيرُ
والمَعاني لقطْرِ شَدْوِكَ ظَمأى
حينَ يهمي يضُوعُ روضٌ نَضيرُ
فَتُغنّي على الغُصونِ شجونٌ
ويفرُّ إلى الخَيالِ كسيرُ
قَلّبِ الشَّجوَ في أتونِ حروفٍ
لا يهيجُ القلوبَ إلا السَّعيرُ
واشْعلِ الحرفَ بين لفظٍ ومعنى
واجْعلِ الرُّوحَ من سناها تُنيرُ
يُولدُ الحرفُ من شعوركَ طفلاً
ثمَّ يحبو.. إلى المعالي يسيرُ
يَلْبَسُ الضَّوءَ نجمةً في الليالي
والغَمامُ فِراشُهَا والأثيرُ
* * *
أبْلغُ القولِ في حَياتِكَ شـــعرٌ
يخلدُ الشّعرُ.. عاشَ شعرٌ جديرُ
يحملُ المرءَ للوجودِ جمالاً
فيهِ يرقى.. والشّعرُ حملٌ كبيرُ
ليسَ يقوى عليه غيرُ نبيلٍ
طائرُ الشّعرِ.. من صداه الزّئيرُ
مُرْهفُ الحسِّ، صائدٌ لجمالٍ
جَهْوريٌّ من الفصيحِ غزيرُ
وحنونٌ على الظّـــباءِ لطيفٌ
ورقيقٌ معَ الفَراشِ.. مُثيرُ
وشجاعٌ إذا المصـائبُ نادتْ
وأبيٌّ بينَ الورى وقديـرُ
عاشَ للناسِ شاعرٌ مثلُ نهرٍ
راشحُ البوحِ للرزايا نذيرُ
عاشَ للحبِّ شاعرٌ مثلُ طفلٍ
دائمُ اللهوِ في الكرومِ .. صغيرُ
يبزغُ الفجرُ منْ رُؤاهُ مَسَاءً
وغَنيّاً …عَلى يديهِ الفقـيرُ
* * *
يَا صديقي.. لأنتَ لحنُ مساءٍ
ونجومٌ ودمعــــةٌ وزفيــرُ
وكؤُوسٌ من الكلامِ المُصفّى
والرَّياحينُ حَولَها والسّميرُ
صَفْوةُ الشّعرِ حانةٌ منْ نبيذٍ
ومُداماً على الحُضـورِ تُديرُ
بهجةُ الشّعرِ لوحَةٌ منْ مَعانٍ
زَرْكَشَتْها أناملٌ… وحريـرُ
أنتَ والشّـعرُمهرجانٌ.. وإِنًّا
حينَ تُلْقيهِ.. بعضُ وجْدٍ تُثيـرُ
والأحاسيسُ تَشـرئبُّ جنُوناً
مثْلما حفَّ بالرِّياضِ الغديـرُ
والعَنَاقيدُ قابَ قَوْسِ اشْتهائي
كدْتُ وَصْلاً وإذْ يدبُّ النّفيرُ
والنَّـــــواطيرُ طوَّقَتْني كأنّي
سَارقُ العِشْقِ.. لمْ يُجِرْني مُجيرُ
* * *
هَا هُوَ الشّعرُ يا صديقي سَماءٌ
وافْـتـتـانٌ وواقـــــعٌ وضَميرُ
أَيُّ كَوْنٍ يعيشُ من دونِ شِعْرٍ
لَهْوَ كونٌ.. موارِبٌ.. وَضَرِيـرُ
* * *
