تحتَ ظِلِّ الأخْيِلَة
ياسر فايز المحمد | سوريا – حماة
أمسِ التَقينا تَحْتَ ظلِّ الأخْيِلةْ
أنا واليراعُ وَ طَيفُ أنثى مُذْهِلةْ
عَبرَتْ جِدارَ الفِكرِ وانثالتْ رؤىً
خَرساءَ تَزرَعُ في ظُنوني أسئلةْ
وَ تَدُكُّ مِنْ فَرطِ التَّحَيُّرِ مُهجَتي
لأكونَ كالطَّمَّاحِ عانى الزَّلزلةْ
وَ أغوصَ في قَعرِ انكِساري صاغراً
وَأصيرَ في لُغْزِ الإجابَةِ مُعضِلةْ
مَنْ ذا أباحَ الحِقدَ في زمَنِ الخَنا
ولقُبحِ وَحْشِ الحَربِ مَنْ ذا جَمَّلَهْ؟
مَنْ أَسكَتَ النَّاياتِ في طَيرِ المدى
وَأَناخَ في عُشِّ الحَمأئمِ مِقصَلةْ؟
وصنائعُ المعروفِ مَنْ ذا عامداً
ببلادةٍ قَدْ حَزَّ فيها مِنْجَلَهْ
مَنْ ذا استحثَّ الغيمَ في مُقَلِ الأَسى
كَيْما على سَفْحِ المَواجعِ نَهْطِلَهْ
وأَراقَ حُزنَ الوالهاتِ جَداولاً
كيْ يُتْقِنَ الفِهْرَسْتُ فَنَّ الجَدولةْ
مَنْ كَثَّرَ الأحقادَ في طِينِ ال( أنا)
ولخُبْزِ وُدِّ الجارِ مَنْ ذا قلَّلَهْ؟
* * *
طيَّارةٌ ورقيَّةٌ حُلُمي أَنا
تَنْسابُ من شَفةِ الطُّفولةِ عَنْدلةْ
أمداؤُها فَوقَ الغُيومِ لعالمٍ
فيهِ النُّجومُ تُضيءُ حَقْلاً مِنْ وَلَهْ
و بَراءَةٌ بالطُّهْرِ وُشِّحَ وَجْهُها
فيها المثاني والضُّحى والبَسْمَلَةْ
وحمائمٌ للسِّلمِ تَهدلُ لَحْنَها
وَتَقولُ للصَّيادِ: كُفَّ الجَلجَلةْ
لا صوتَ رُعْبٍ منْ رُعودِ مدافعٍ
ترَكَ الأغاني في الحُقولِ مؤجَّلةْ
قلْ لي بِرَبِّكَ يا رفيقَ مواجِعي
ماذا عَسانا؟…كَيْفَ نُنهي البَلبَلةْ؟
صَمَتَتْ لهاتي بَيْدَ أَنِّ أضالِعي
عَزَفَتْ بِنايِ القَهرِ لَحنَ الحَوقَلةْ
وتنفسَّت في روض قلبي زهرةٌ
صرَختْ بوجهِ الرِّيحِ كُفي الوَلولةْ
هاقدْ أَطَلَّ الفجرُ من ثُقْبِ الرَّجا
في زيِّ عُصْفورٍ يُغازلُ بُلبُلةْ
وَ فراشةٍ حَسناءَ أَغواها الهوى
لِتَقولَ للينبوعِ : إِسْقِ السُّنبلةْ
عَلَّ الأماني الخُضْرَ تَخْتَصِرُ المدى
وَ خُيوطَ نورِ الحُبِّ تُنهي المَهزَلةْ
