من قلة احترامك لنفسك أن تعيش دون هواية
رحاب يوسف | قاصة وكاتبة تربوية – طولكرم – فلسطين
هناك من يعيش ويموت دون هواية تغذي روحه، وعقله، وقلبه، يقتل وقته على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في المقاهي، أو في الأحاديث الخاوية، خاصة إذا تجاوز الأربعين أو الخمسين تجده يعتزل الحياة؛ ظنا منه أنه الوقار، والهيبة والحشمة، فمن غير الطبيعي أن يكون وقتك مكتظاً بالعمل والجد، بل من حقوق الجسد الراحة التي تُستَمد من الهوايات.
ركز على وجود هواية لديك: كالرسم، والرياضة، والاكتشاف، وتربية الحيوانات، والزراعة، والمطالعة، والكتابة؛ لأنها تجعلك شخصية أكثر إنتاجا وإبداعا؛ ولأنها تخفف من ضغوطات الحياة؛ كما أنها تنعكس على مهاراتك الشخصية، فهناك علاقة بين الهواية التي تعملها بشغف دون توتر وإجبار، وبين أدائك الحياتي الوظيفي، واتخاذ القرار، والدقة، والتأمل، والتفكر.
فمن بعض المهارات الشخصية المطلوبة وظيفياً إدارة الغضب والانفعالات، فالهواية تعزز هذه المهارات في ظل هذا العالم المتسارع المزدحم شديد الانفعال، فهي تنقل تفكيرك إلى حالة أكثر إرضاءً ورضا، انطلق من النقطة التي تجعلك سعيداً، فتش في داخلك ستجد أن هناك موهبة أفردك الله بها، وميزك بها عن غيرك.
في التنشئة الاجتماعية الكثير من الأسر تحارب هوايات أبنائها بدلا من تعزيزها، ظناً منها أنها ضد المشروع العلمي، وأنها مضيعة للوقت.
إذا أردت أن يقلع ابنك عن عادة سيئة إلى عادة حسنة حفّز مواهبه؛ ليملأ الفراغ بما يرضي الله، فهي تهذيب للهوى حتى لا يذهب هواه إلى الممنوعات والمحرمات، فالهواية تلبي احتياج الإنسان، وتمنعه من أن يقضي وقته في جلسات الغيبة والنميمة ، ومتابعة المسلسلات التي تغضب الله، والتي لا تمت لثقافتنا بصلة.