شميسة النعماني تغني على ” مقامات زليخا “
البحرين | خاص
صدر عن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بالمنامة ديوان “مقامات زليخا” للشاعرة شميسة النعماني، ليكون الإصدار الثالث للشاعرة في مجال الشعر، بعد ديوانيها “ما تبقى من اللون” الصادر عام ٢٠١٦م عن وزارة التراث والثقافة بالتعاون مع مؤسسة الانتشار العربي، وديوان “سأزرع في الريح قمحي” الصادر عام ٢٠١٨م عن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع دار مسعى.
يضم ديوان شميسة الجديد الذي يتألف من ( 111) صفحة من القطع المتوسط، ٣٧ قصيدة بين شعر التفعيلة، والشعر العمودي، متوزعة على سبعة مقامات ينتظمها خيط سردي، وكأنها تروي حكاية حب وهذه المقامات هي: (مقام العشق، مقام العتاب، مقام الرحيل، مقام البكاء، مقام الحنين، مقام التأمل، مقام الشفاء)،
وكلّ مقام ضمّ مجموعة من القصائد التي قاسمها المشترك الأعظم الوجد، والعشق الصوفي، وقد وضعت في واجهة كل مقام سطرين شعريين كأنهم تلخيص للباب وترسيخ لفكرته، يطول ويقصر، ففي واجهة (مقام العشق) تكتفي بقولها:
ما العشق ذنب
إنه الحسنات
وفي (مقام العتاب):
كلما عميت عيونك عن يقيني
يستوي قمحي يباسا
وفي (مقام الرحيل):
ولأن قلبي خائب في حضرتك
ماعدت أقوى
لعل أطول واجمل نص في الديوان هو( من زليخة إلى يوسف: رسالة لم تصل)، وهو النص الذي استلهمت منه عنوانه ، وفيه استفادات من القص القرآني، وسورة يوسف، لكنها توظفها بشكل يعكس ذاتها:
لم يكن ذنبي كبيراً
لم أُخاتلْ مالَ أيتامٍ
ولم أَنْهَرْ غريباً لائذاً بالدمعِ
لم أحثُ على النّملِ التُرابا
لم أنادِ اللهَ في مِنْبرِهِ ظُهراً
وأمشي خِلْسةً في الليلِ أرتادُ الشرابا
لم أضعْ في ظَهْرِ أيِّ الناسِ سِكِّيناً
ولم أمسحْ عن الطفلِ التماعاً في أمانيهِ استطابا
لم يكن ذنبي سوى أني عَشِقْتُ البدرَ ضاحّاً
غَيْرَ أنَّ البدرَ حيّاني مُصابا
لم يكُنْ ذنبي سوى عِشقي ليوسُفْ
يوسُفٌ
يا أيُّها المعمورُ إحساساً
وإن ناولتَني منكَ السرابا
لم يكن ذنبي عظيماً
مَحْضُ أنثىً ترتدي من وَثْبَةِ العِشْقِ ثيابا
وأنا أدري بحَدْسِ المرأةِ الشفّافِ أنَّ اللسعةَ الأولى لصوتي لم تزل بين حناياكَ لهيباً والتهابا
سبق للشاعرة التي تواصل دراستها العليا لنيل درجة الدكتوراه في الإعلام المشاركة في مهرجانات وملتقيات، محلية وخليجية وعربية ونالت عدة جوائز جعلتها في مقدمة المشهد الشعري العماني الجديد.