كل الرؤى تتوجع فيك يا قدس
عزيز فهمي | كندا
القدس عاصمة نبض الألم
في شهيق العطش
وحي العشق في البكاء على
أطلالنا
لذا أجيئكم برؤيا ونجمة واحدة
أمنح جارنا على اليمين
عنوان داره على ظرف بريد
كي يعد رغيفا
لصراخ الجوع في أمعاء
مدننا
افتح نافذته الأمامية
على نباح الكلاب التي كثرت
في شوارعنا
أشرع نافذته الخلفية
على نواح الريح التي تبعثر مزهوة
في الدروب،
فجرنا…
أمنح جارنا على اليسار
صكا من صكوك النسيان
كي ينسى تربة قبره
ويغرس على أرصفة المدن
نخلا من الدخان
وذكريات رعاة البقر
في دفاتر أطفالنا
تكفي الصلاة دائما في أزقتنا
كي يسقط المطر
لذا سأصلي لأغرقنا في البحر
وأحرر الزعتر من رائحة النفط
بالدعاء من الفجر إلى الفجر
أعلن في مملكات النحل
وجمهوريات النمل
أن القدس قبلة اللقالق
على جبين المآذن تصوغ وصايا الرب
تبني أعشاشها على صهوة الظلال
تضرعا
قالت الملائكة في الأغاني
“القدس لنا”
قبة تزيد وجع الوجع وجعا
وكنا خلف الأبواب نجمع الأسرار
لنغتابنا في غيابنا
“القدس عروس…”
نبوح لها نميمة للماء وللشجر
حين نعلق لحم الشهداء قديدا
ونأمل كالعصافير ربيعا أخضر
أسأل مرايا الماء في جرار زمننا
لعلي أجد قِبلة لخطوي
أدق أوتاد تيهي المتعب تيها
في انتظار دولة
تسألين الصدى المبحوح في صوتنا
تنصبين خيمة لهجرة الطيور
حين تعود محملة بالأسئلة
ننزوي انا وانتِ
في دعاء الضفادع سرا
وندعوا قبيلة الجراد
كي تحررننا من تخمة الإيمان
في فراغ ظلالنا من صدق الأنوار
فدليني يا رفيقة السؤال
والضياع
على نية النوايا وعلى وجهتها
أعدك بخبز للجياع
وماء تتوضأ به الخيبات
وأعدك أن الصباحات ستأتي في موعدها
وأن الليل وحده
يخفي ألمه في سواد عيوننا
فكوني شمعة تنير للشمس طريقها
في واضحة النهار
لا تتخليْ عن النبق
لا تتأخري عن ميعاد السراب
أخبريني عن ما يسره المد للشط
حين يعتلي خصر التراب
في أرضنا
ولماذا الجزر يخفي ذيله
في موجه ويفر
كلما ارتوت مسام الرمال زبدا
أخبريني عن نبض السجود
فيما تبقى من أثارنا على الجباه
لعل لنا قبلة نوجه إليها قوافلنا
في رحلة خريفنا
لعلنا ندرك موتنا قبل موتنا
فهذه القدس
تسكن أكف أمهاتنا
تتوجع
تدعو السماوات السبع
وتتضرع…