القدس ملاك الدنيا وأنغام أبجديتها
رشا فاروق | مصر
قدّيسةٌ أنتِ
في نافذة عيونك حمامات فرح
وقرآن ..
وطفل أخضر العينين يتلو
سورة النصر
ونبعُ نورٍ ممتد الأفق
ولد من رحم الدجى
تتراقص حوله بشائر الأمنيات
فى جنة قلبك تتمخض الأحلام
لتعري لهيب الواقع ..
فى زمن الثلج
وردة أنت ..
وارفة العبق بالحنين
°°°
حبيبتي
قصوا أجنحة طيفها
فتطاير الأنين أغنية
فوق جبين الغيم
جمر قصائد ملطخة بالدماء
مزقتني قهرا
خبّأت حبي طي صفحاتِ أشعاري
لتورق فراشات عشق بحجم وطن
°°°
لن يستطيعوا ..
حجب شمسَ عينيكِ
خلف لجج الظلام
أو تغريدَة
عصافيرِ فجركِ الفيروزي
بسحبِ الحرائقِ
ودخانِ البنادقِ
المنسالة من ريح شرسة
°°°
فمن أقفاص الطواغيت
يتفجر النهار المصلوب
على أصابع العتمة ..
نهر ضوء
أيتها الدرة المكنونة
خانوا ..
أقصاك
نسائمَ بحرِكِ الفياض
جرحوا ساق ياسمينك بسكين الحلم الكاذب
أحزنوا وجه نخيلك الشامخ
أطفأوا ابتسامة شفاهِكِ الوردية
أحاطوكِ بقاموس من لغة الأحزان
°°°
ياملاك الدنيا وأنغام أبجديتها
بكتك السماءُ
وتلك الزيتونة المعفرة
بالرماد ..
وروتْ ثرى الشهيدِ
بلألأء المطر
لعلّها تُطفئُ
نارَ الغدرِ المشتعلة
بين جنباتِ حاراتِكِ الطيبة
°°°
كم ضوءٌا يلزم كي تُلملمي
شتاتك المعجونُ
بطعناتِ الغواية؟
متى تستعيدين براءتك
من ذاكرة الزمن المتعري ؟
يا وردة الجرح ..
تشتكين الغربة
عن وطن مخنوق
بصمته ،
قلّموا أوراقَكِ الخضراءَ
كي يحجبوا عنك الحياة !!
فتسير إلى مثواك الأخير
دون مسافة آمنة
لغصن ضرير ..
عانق مرايا الحرية
دون أن تراه المقل
ويهتدي إلى الشروق .