حوار عالم الثقافة: الكاتب وجدان عبد العريز والإعلامية الليبية ريم العبدلي (وجها لوجه)

أكمل طريق دراستة بإصرار ويجد الكتابة هي الأنيس الوحيد له، ولديه العديد من الإصدارات والدرسات النقدية ويري الحياةُ لغةً ونقيضَ الموت، ولنتعرف عليه أكثر كان لنا معه هذا الحوار:-

عرفني عن نفسك وعن بداياتك؟

عشت طفولة صعبة جدا، لأني من أصحاب الاحتياجات الخاصة، وبهذا عشت تحديات حياتية عديدة، منها الإصرار على طريق العلم، حتى أكملت دراستي الجامعية وحققت اعلى الدرجات، فكانت الكتابة الهاجس الاكثر تأثيرا في حياتي، كوني أحسست بالعالم يبتعد عني، إلا هاجس الكتابة والتعبير عن معاناتي ووجعي الخاص، لهذا أصبحت الكتابة الأقرب إلى نفسي والأنيس الوحيد الذي لم يفارقني، وكانت البداية منذ دراستي المتوسطة، أكتب خواطري وأفكاري.

***

ماهي المؤثرات والأسرار التي كانت سببا في كتاباتك ؟

كما نوهت في جوابي الأول، فالمؤثر الأكثر تماسا بي هي طفولتي، والحرمان والوجع الذي كنت أعانيه، ولاشك هناك أستاذ في مرحلة الابتدائية اسمه عامر سلمان له بصمة خاصة في نفسي، إضافة للبيئة التي عشتها وهي بيئة شعبية فقيرة.

***

هل الكتابات التي يكتبها الكاتب تخترق وجدانه وتلامس روحه؟

لاشك الكتابة تعانق الوجدان فتخترقه وتلامسه، لتخرج من ينابيعه حياة أخرى أبحث عنها طوال مسيرتي الكتابية ولازلت أنا في منتصف الطريق، كي ألتقي هناك ولا أدري متى يكون هذا؟، فكل نص أدبي أكتبه له لذته الخاصة، وفضاءاته الباثة عبر أنساقه.

***

كيف يستطيع الكاتب أن يمد جسور الصداقة بينه وبين المتلقي؟

لا نستطيع أن ننكر أننا نكتب لأنفسنا أولا، وللآخرين ثانيا، فالكاتب لايعيش في برج منعزلا عن الحياة والآخرين، لهذا فالتعبير الصادق عن الذات مفتاح للوصول للآخر، فيكون اللقاء بين الكاتب والمتلقي عند المشتركات الإنسانية وهي هم بين الكاتب والمتلقي، وكما بدرك المتلقي هناك مناهج نقدية متعددة لفحص مجسات النصوص..وإنّ الأدب والنقد من الأمور المتلازمة والمرتبطة ببعضها، فالأدب يحتاج إلى النقد؛ ليظهر إيجابياته وسلبياته، ويبين الجوانب الفنية فيه، ويفرق بين ميزاته، ويقف على تصنيفه حسب الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه، ومدى التزامه بشروط الجنس الأدبي الذي ينتمي إليه، سواء أكان شعرًا أم نثرًا، والأدب يحتاج النقد في تحقيق الانتشار على المدى الواسع، فالنقد أحيانًا يشجع القارئ على قراءة الأدب، كما أنّه لا وجود للنقد دون وجود نصوص أدبية، ومن هنا جاء الاهتمام بالنقد الأدبي ومناهجه لدراسة الأعمال الأدبية، فالنقد ملازم للأدب، ولكنه غير سابق عليه؛ يهدف إلى تقييم العمل الأدبي، ويعد النقد الأدبي نوعًا آخر من الإبداع ومن التيارات النقدية الكثير والحديثة المتمثلة في البنيوية، وما بعد البنيوية، والتفكيك، والسيميولوجيا وتحليل الخطاب..

***

يقال إن بعض الكتاب يكتبون أعمالهم الأدبية  والبعض الآخر تكتبهم أعمالهم فمن أي الكتاب حضرتك؟

أنا أقول جازما إن الأعمال الكتابية مشروعا إنسانيا من لبة قلب الكاتب، فلاشك هي التي تستولي عليه وتكتبه، أو تطرحه في ساحات الحب والخير والجمال، فأنا واحد من الذين تأخذهم كتاباتهم نحو البؤرة الذاتية المحبة للجمال، لتكون هي اللاعنة للقبح والشر، فالنص عندي سواء قصيدة أو قصة هو حبيبة عاشت معي كل مشاعر الحب واللحظات السعيدة والحزينة ولن تفارقني حتى تنجب مني مولودا جديدا.

***

لكل كاتب طقوسه الخاصة يمارسها أثناء كتابته فما هي الطقوس التي تمارسهاحضرتك؟

الحقيقة لازلت أمارس طقوس الكتابة بمعزلٍ عن الآخرين، في غرفتي الخاصة أبدأ بنشر صور لصديقاتي، ثم أبدأ ألحن موسيقى البحث عن ملامح الجمال والحزن أو أفتح صورا للطبيعة في ازمان مختلفة، لأتوه في ربوعها باحثا عن أشيائي المفقودة وما أكثر مفقوداتي في هذه الحياة، وقد أصل قريبا من المثال الكامل ، ولكني أعجز وأظل أتشوق أكثر لحالة الإشراق والتجلي.

***

ما الدور الذي يمكن أن تقوم به في التعارف ببن الثقافات؟

الثقافة جواز سفر نافذ المفعول، لايعرف الحدود الجغرافية، بل إن الثقافة لغة عالمية تحترم لغات الكون، ولها مجساتها الخاصة في اختراق أي لغة، كما في الشعر والموسيقى والرسم وغيرها من الفنون.

***

إلى أي حد ينحاز الكاتب للواقع ؟

في حقيقة الأمر ليس هناك كاتب يعيش في معزلٍ من الواقع، فالواقع توأم الكاتب منه يغترف شرباتٍ ليبلّ صدأ الروح، وإليه يرجع ومنه يبتديء، لكن هناك لحظات كتابية يغيب فيها الكاتب عن الوعي، بيد أنه سرعان مايؤوب ويرجع إلى الواقع.. إذن الواقع هو الحياة وهو مادة الكتابة، مهما غبنا في الخيال.

***

 ما أهم وأبرز أعمال نتاجك الإبداعي؟

 نتاجاتي الأدبية هي ديوانان مطبوعان ، ومجموعتان قصصيتان مطبوعاتان، وخمسة كتب في النقد وبطبعات متعددة، والكثير من المقالات في شتى أنواع المعرفة، حتى السياسية منها والاقتصادية والدينية.

***

ما هي أقرب قصائدك إليك ؟

الحقيقة من الصعوبة الجواب هنا فكل كتاباتي احتراقات ذاتية خرجت من روحي، لكن الأقرب لنفسي وروحي كتاباتي الرومانسية.

***

حدثني عن قصيدتك: لأني طيب ؟

الحقيقة إن الطيبة هي صفة في الإنسان وهي من أجمل الصفات ثم إنها تُحسن الظن وتقرب الأشخاص من بعضهم البعض، ولعلها تزيل من القلوب السوداء بعض ما خلفته الأيام من سواد وسيدع الرذاذات المعطرة بالحب تتطاير على كل من حوله حتى ولو كانت هذه الرذاذات تأخذ من قلبه وتجعله يموت قبل آوانه، لكنه سيموت وهو يعطي دون أن يأخذ، يموت بقلب طيب، وأنا أردد هنا: فلتفرح يا صاحب القلب الطيب لن يلوثوك، فأنت أنت مهما حاولوا تغييرك حقا، إنني أعيش في زمن أسود الكلمة الطيبة لاتجد من يسمعها.. كل هذه المعاني ومن خلالها خاطبت حبيبتي بكل صدق: (لأني طيب .. سأموتُ على ضفافكِ …)، وهكذا الحياة حينما يبادلك الآخر بالطيبة تتمنى الموت بقربه..

***

أي إضافات غابت عني؟

أقول إن الحياةُ لغةً نقيض الموت، حيث تعتبر الحياة حالة تميّز جميع الكائنات الحيّة على اختلافها – حتى الكائنات الدقيقة –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى