الشافيَة لكل أمّة قافيَة

طاهر العلواني | مصر

اعلمْ – رزقك الله من العلمِ بسيطَه، ومن العملِ وافرَه، ومن العُمُر مديدَه وطويلَه، ومن العقل كاملَه، وضارعَ ذلك بسريع الفضل ومنسرح الذكر، وتداركك بمقتضب المحاسن وأتمَّ عتادَك، وجمعَ عليك أسبابها وأرسى أوتادَك، وأنعمَ عليك بمحبة الخليلِ خليلَه، وحبّبَ إليك الإنصاف دقيقَه وجليلَه – أنَّ غايةَ الإحسان إخلاص المراقبة، وفي إخلاص المراقبة حسن المعاقبة، وأن الفاصلة الكبرى بين الغلوّ المُشَعّث وبين الإجحاف، أن تلزمَ عَروض القسطاس وأن تنهض إليه بأسرع الزحاف، والكفّ عن الإطراء الذي يَعقِل مصراعيه فيرتدّ مسبغ الغمط مرفّلَه، كمن وقصته العيون الغامزة بمتقارب الهزج فتعصب السبب الثقيل له، فيعود مقصور الإنصاف مقطوفَه، محذوف الرجاء مكسوفَه، معصوب البصيرة مكفوفها، معقول الأسباب موقوفها، أحذّ البصر أشترَه، مقطوع العقب أبترَه.

إنما ضربُ الاعتدال في مضمار العزم، دون خرم نقص أو زيادة خزم، والخروجِ عن وصلِ المدح بالمدح وتكويسِه، وعن إقواء الدخيل برويّ الإطراء وتواتره وتأسيسِه، وحذو آثار السلف في دفع تحريد الغلو والإيطاء، وإشباعهم الكلام ورسِّهم في تعدّي أهل الإكفاء، وفي نصبِهم سمات أهل البأو والإسراف، وتوجيههم أهل السنادِ والإصراف، فالزم ترادفَ القوم على تضمين كل خافيَة، بمتراكب التصريح؛ ففيه الشافيَة لكل أمّة قافيَة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى