خطوة في المبتدأ

محمد عليبة | مصر

يُعاتبُ دونَ الجهرِ يا ليلُ فَرقدُ

أيُقصِي فمَ العشاقِ في الحبِّ مَرقدُ .. ؟

هنَا لاحَ في وجهِ الصباحِ مسافرٌ

و أمّ رفاقَ الدَّربِ في الحبِ مقصِدُ

على شجرِ الزيتونِ و التينِ نسمةٌ

تعانقُ جيدَ الشمسِ ، و النورُ مشهدُ

و أُبصِرُ في التابوتِ ما قالَ ربُّـكُم

أتاكُـم بذاتِ النورِ باللهِ فاهْـتدُوا

هنالِكَ ما دونَ الجنانِ ، معارجٌ

ممالكُ عزٍّ بالسَّنا تتورَّدُ

على شهَقَاتِ الكهفِ إيمانُ أمةٍ

وفي فرُشاتِ الغارِ للكونِ سؤددُ

ركِبتُ براقَ الحَرفِ ينسابُ ديمةً

ودونَ خطوطِ التيهِ ما ليسَ ينفَدُ

شربتُ ، فباتَ الماءُ يقطُرُ سَلسلاً

و تُقتُ إلى دربِ الهدَى أتودَّدُ

أُفِيقُ علَى راحاتِ حُلمٍ و نشوةٍ

و أسكرُ في عيْنِ اليقينِ و أرشُدُ

تطلُّ على وجهِ الربيعِ بشاشةٌ

إذَا غابَ قُرصُ الشمسِ يستبشِرُ الغَدُ

وضَعتُ علَى بطحاءِ مكَّةَ وجنتِي

فهزَّ شغافَ القلبِ والروحِ مسجِدُ

سميرُ أمينِ الوحىِ مَا زالَ بُغْيتي

غنيٌّ عنِ التعريفِ في الناسِ أحمدُ

 

رؤوفٌ يغضُّ الطرفَ عنْ ذِي مساءةٍ

و يُدنَى إليهِ المُستتابُ ، فيَسعَدُ

سبَى بسجَايَا النُبلِ آمالَ فارسٍ

مثَالا إِذا مَا الناسُ للجُودِ أُفرِدوا

يفكُّ مغَاليقَ الأمورِ كرامةً

عزيزٌ بقالَ : اللهُ ، قالَ : محمَّدُ

أتَاني ـ جمَعتَ الحمدَ ـ أنَّكَ خاتمٌ

وأنَّ ابتداءَ الحمدِ ( إيَّاكَ نعبدُ )

و لستُ بِعَدّادِ الصفاتِ ، فكُلما

ترتَّلُ آىُ الذكرِ ، فجرُكَ يولدُ

تسابقُني الأشعارُ نحوَكَ علَّهَا

تحجُّ ، وفي يُمناكَ يشرقُ موعدُ

أتَاكَ بنُو الدنيَا على كلِّ ضامرٍ

ومِن كلِ فجٍ في رحابكَ أُوفِدوا

هُدِيتَ منَ الآياتِ مَا عزَّ حصرُهُ

حليمٌ إذَا ما الجاهلونَ توعَّـدُوا

فتحتَ لبابِ الحقِ مَا أنتَ أهلهُ

فصيحٌ ، وحرفِي في مقَامِكَ سيِّدُ

حملتَ همومَ الخلقِ ، لا الناسِ وحدَهُم

وجُزتَ حدودَ الجودِ مَا سابقَتْ يَدُ

أتيتَ بلادَ الخيرِ ، والويلَ تصطَلِي

إذا شاعتِ الأنباءُ يُوأدُ هُدهدُ

أتيتَ وما ألْفيتَ ثَمَّ تحيةً

هناكَ جنودُ البغْىِ للنارِ أوقدُوا

أتيتَ وفي كفيْكَ نورٌ و حكمةٌ

يؤمُّ بهِ المَكِيَّ أشعثُ أسودُ

تُبارَكُ فِي كفيْكَ كلُّ فضيلةٍ

فَترقَى إلى مَا لا يُطالُ و تصعَدُ

يشيبُ جبينُ الشعرِ في كلِّ محفِلٍ

و دونَكَ وجهُ الشعر غضٌّ و أمرَدُ

يتيمٌ سليلُ الطهرِ ، كلُّ يتيمةٍ

لها في سباقِ الحبِّ رُكنٌ ومعبدُ

أتِيهُ إذا مَا حلَّتِ الآىُ في فمِي

إذا مَا سكبتُ الشعرَ يُروَى فيُحمَدُ

مدَحتُ بيانِي حينَ حيَّاكَ صاغِراً

فأمَّ نشيدَ الطهرِ و الحرفُ عسجَدُ

فَصلِّ أيَا ربِّي علَى خيرِ مُرسلٍ

فوَحدَكَ يا رَبَّ البرِيَّةِ أجْودُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى