هبّة القدس
عبد الإله ابن عرفة | المغرب
بَرَزَ النُّورُ والبَهاءُ أخيرًا
والدَّياجِي غابت على بابِ داري
|||
وَأَتَى العِيدُ وانقضى شَهْرُ صَوْمٍ
وَلِنَفْسٍ أَبِيَّةٍ بَعْضُ ثَارِ
|||
وبقُدْسِ الـمَلاَحِمِ السَّارياتِ
وَقَفَتْ فِتْيَةُ السُّرَى بالجِمَارِ
|||
وَبِبَابِ العَمُودِ حُرّاسُ بَيْتٍ
وكَنِيسٍ وحَائِطٍ وَجِوارِ
|||
وَلَـهُمْ صَوْلَةٌ وَجِدٌّ وَحَزْمٌ
وَوَقَارٌ وعِزَّةٌ في اصْطِبَارِ
|||
يَرْشُقُونَ العِدَا بأحجارِ بأسٍ
سَدَّدَتـْهَا عَزَائِمٌ باقْتِدَارِ
|||
هبَّةُ القُدْسِ عند شُوسٍ تَرَاهَا
تَكْسِرُ القَيْدَ مِنْ أَسًى وَإِسَارِ
|||
وإذا عَسْكَرُ الظَّلام تَدَاعَى
زَغْرَدَتْ ثَكْلَى في فِناءِ مَنَارِ
|||
ثم طافَتْ مِنْ غَزَّةٍ شُهْبُ نَارٍ
تَزْرَعُ الرُّعْبَ في نُفُوسٍ خِوَارِ
|||
وأضاءت بـها سـماءٌ وأرضٌ
بِفِلَسْطِينَ لَعْلَعَتْ في مَطَارِ
|||
شَرَفٌ نَالَهُ الـمُرَابِطُ حَقًّا
وَشَهِيدٌ بـِهِمَّةٍ واخْتِيَارِ
|||
كَمْ قَتيلٍ لِبَغْيِهِمْ، كَمْ قَتِيلٍ
نَعَتُوهُ زُورًا بِنَعْتِ احْتِقَارِ
|||
ما لقومي منَ الفرائض نَفْلٌ
غَيْرَ ذِكْرٍ لَـهَا بِآيٍ قِصَارِ
|||
وجِنَانِ الرِّضا وقَلْبٍ صَدُوقٍ
وجِهادٍ سَـمْحٍ وظِلٍّ مُواري
|||
فَهُنَاكَ العَيْشُ الرَّغِيدُ مَقامًا
مَعْ حَبِيبٍ مِنْ جُـمْلَةِ الأَوْطَارِ.