شلال المياه
هند خضر | سوريا
هناك عند شلال المياه وقفا معاً تحت زرقة السماء الصافية، خلف تلةٍ مليئة بالدراق و أشعة الشمس الذهبية تنعكس على سطح الماء، تهامسا معاً عن حب سكن أرواحهما و عبّرا عن شوقٍ أضنى أفئدتهما، سافرا معاً عبر حلم جميل إلى عالم آخر بعيداً عن عيون الناظرين.
قال فيها شعراً من وحي جمالها و غزل من لغة عينيها قصيدة تحكي قصة حب مدفون في مهاوي الوجع.
تاهت حائرةً في وصفه: أرى صفاء السماء في عينيك الفاتنتين، إشراقة شمس الكون في طلتك، قمراً في يومه الرابع عشر في محياك، وجدت فيك من التفاصيل الروحية ما يكفي لأتعلق بك و أُدمن حبك للأبد، ليس لديّ سوى وردة حمراء أقدمها لك توصل لك شوقي و غرامي وتختصر كلامي أتقبلها يا أميري؟
نظر إليها و قال: إنها أجمل ما يمكن أن يُقدّم لي في حياتي، إنها منكِ وأنتِ تاج النساء و فاتنتي فكيف لا أقبلها؟ !
قالت له: وأنتَ ماذا ستقدم لي؟
أجابها بصوته الذي تعشقه :سأقدم لك عشق الروح الذي ما وهبته لسواكِ.
أدركت لحظتها كم يحبها فهي مغرمة بالأرواح وعشقها ولغتها وكل خباياها وقالت: لو تعلم كم أحبك وكم أتمنى أن يقف الزمن عند هذه اللحظة ..
أجابها: نحن نعيش اللحظة ولا نفكر بما سيحدث غداً وأنتِ ماذا تقولين؟
قالت: دع الغد للغد و دعنا نعيش لحظاتنا بأجمل ما فيها فاليوم نحن معاً و غداً لا ندري ربما يكون الفراق سيد الموقف، ولكن إن افترقنا سيبقى حبنا الروحي للأبد.
أتفكرين بالفراق؟ !
أجابته و في داخلها بدأت تنبت بذور الحزن: إن حباً كهذا تغلغل في مسامات الروح و وصل لآخر نقطة فيها سيكون الفراق نهايته .
ستبقى الروح التي تحيا في أعماقي، بصيص الأمل الذي أبحث عنه في عتمة الليالي التي سأقضيها بمفردي من دونك، من دون صورتك، صوتك وحتى طيفك و ستبقى سر ابتسامتي رغم مهزلة الحياة ..
آن الأوان لينطق لها بكلماته الأخيرة: لن أنسى الأنثى التي أحيت كل ما مات بداخلي ،أجنحتي نمت بسقياكِ، رممتِ جدار روحي و قلبتِ حياتي رأساً على عقب ..
ستبقين مغزى حروفي ، بطلة روايتي، وردة النرجس التي نبتت على نافذة قلبي ولم أستطع قطفها بيدي و ستكونين أغنية خالدة من الزمن الجميل عالقةً في رأسي أرددها في ليلي الطويل الفارغ من كل شيء إلا من ذكراكِ ..
بدأت الشمس بالغروب، توقف الماء عن الجريان، امتلأت العيون بالدموع و غصت الحناجر بالكلمات حد الاختناق حائرةً بين الصمت والكلام، بين البداية والنهاية، بين الواقع و الخيال.