الحرب هنا
سعید یفلح العمراني| جامعة عبد المالك السعدي – تطوان
أعَدّوا رباطَ الخیل
للهیجاء ،،
واکتبوا علی جبین الأرض
صک الموت والدماء ،،
صلّوا بغیر أذان
صلاة الفناء ،،
ثم أفزعوا الحمام
وروّعوا الأطفال
والنساء ،،
زمجر الدّبّ
فارتعدت فراٸص بني الأصفر
في عز الشتاء ،،
حسبنا البسوس
مفخرة الملاحم
وعیّرت بنو ثغلبَ البکریین
بالعویل والبکاء ،،
لکن الحرب هنا
لا أسیاف فیها
لا حراب ولا سهام
تغوص في الأحشاء ،،
الدمار یلهث
وینبعث من
خواء ،،
النار تأتي
من السماء،،
أ حلّت ساعة القیامة؟
ولم نقم لها
بالخشوع والدعاء ،،
ھکذا مزقوا فلسطین
في صمت
وأحرقوا الشام
ومنعوا مراسیم العزاء ،،
ھكذا عاثوا في أفغانستانَ
فسادا وإفسادا
باسم الحریة
والنماء ،،
ھكذا أعادوا
جغرافیة الإسلام
ألف سنة
إلی الوراء ،،
ذوقوا ما ذقنا
فقط تذکروا
أننا لم نحاربکم
ولم نطالب
بالعداء ،،
تذکروا أیتامنا وأراملنا
وأسرانا وفواجعنا
التي وثّقتها
قصاٸد الرثاء
