اصْحِي يَابَا
مُهداه إلى روح “رَهَفٌ” (الطفلة الفلسطينية وشقائقها)
شعر/ حسن محمد العمراني
خَلِّهَا بعضَ الثواني
يا رفاقي!
لحظةً..
بعضَ الدقائقْ!
خَلِّهَا بالدار
لا صخبٌ
سألبسها عبائتها
وأوْدع جيبها الوردي
شارتها
وما سطرتهُ
من بعض الوثائقْ
خَلِّهَا بالدار
قد نَضَبَ الحنانُ
وعَزَّتْ اللُقيَا
وغابتْ عن نواظرنا
تفاصيلُ الحقائقْ
لم يَعُد بالدار إلَّانا
فمن سأبثه حزنِي
إذا “رَهَفٌ” تولَّتْ
مثلما رحلَتْ بلادي
والصغارُ من الشقائقْ؟
خَلِّهَا بالدار
بعضَ الوقتِ
أرمقها
وألثمها
وأُقرؤها السلامَ
إلى الذين ترَفَّعوا
شُهباً
على وهَجِ الحرائقْ
خَلِّهَا بجوار قلبي
تزرعُ الدنيا بضحكتها
إذا هلَّتْ
برائحة القرنفلِ والزنابقْ
من إذا ولَّتْ
يسامرني؟
ويحملني إلى قبر الأحبةِ
أنثر الأورادَ
فوق ضريحهم
وأزيلُ ما نفثته
ريحُ القومِ
من خَبَثِ القنابل والبنادقْ؟!
ومن يسطاعُ غير صغيرتي
أن يصْرِف الأنظار عن وجهٍ
يؤرقني بطلعته
وقد سفحوا براءته
على دَرَج المشانقْ؟!
من ذا يذكرني
بصوت خليلتي
ورفيقتي
وصديقتي
وبنيتي الأخرى
وقد علقوا بذاكرتي
إذا “رَهَفٌ” توارتْ
عن شغاف الروحِ
ما أقسى الطوارق!
لا تبرحوا!
وحدي سأمكثُ
فوق قارعة الحوادثِ
أرمق الذكرى
ويسلمني الحنينُ
إلى المفارقْ
خففوا وطء الرحيل
إذْ انطلقتم
فالمدى وجعٌ
تعتق في خواطرنا
وفي مرمى البصائر
أُمَّةٌ ثكلَى
وشَعبٌ قابعٌ بين الخنادقْ.