حلم طفولي
حميد عقبي | شاعر ومخرج سينمائي | اليمن – باريس
حيثُ يسجدُ ملاكُ الحبِّ
نهرٌ من دمٍ مقدَّسٍ
بقايا ضحكاتِ المسيحِ
من عشبةٍ مباركةٍ
غنَّى العجلُ تسابيحَ تُشبهُ أغاني الصَّقيعِ
تُشبهُ شهقاتِ الموجِ
كلُّ الحكاياتِ الطّفوليّةِ هنا
هبطَتْ بها فراشاتٌ سماويّةٌ
صلواتُك يا مريم
وجهُكِ حزينٌ
نخلتُك اليابسة.
اللَّيلُ رعبٌ سماوي
لأنّها الحربُ
الأطفالُ لا يبكونَ
يكتفونَ بالهمسِ
هلْ سنموتُ؟
شفتانا تصغي لأغاني فيروز
لا كأس يروي عطشَ الحنينِ
سأحبُّك بعدَ أيامٍ وربَّما سنواتٍ
فقط تنتهي الحربُ
يذهبُ الموتُ لرحلةِ استجمامٍ
يدعُ أدواتَهُ ومفكّرتَهُ في خزانةٍ
يغلقُها
ينسى مفتاحَها
دعيني في حلمي الطُّفوليِّ
أترجمُ أمنياتٍ مستحيلةً.
سأتسكَّعُ في الطُّرقاتِ
كملاكٍ فقدَ أجنحتَهُ
فقدَ وظيفتَهُ المقدّسة
لا يحملُ مظلَّةً
لا يرتدي معطفاً
يمتطي الوهمَ
يلوذُ بالقصيدةِ قلبَ رصيفٍ باردٍ
تحترقُ نبضاتُهُ
لا معراجَ يقودُهُ لعشِّ السَّماءِ
ملبَّدةٌ بالفراغِ
الصَّمتُ يسدلُ ضجيجَهُ
الرّيحُ تمسكُ بعصا موسى
تهشُّ بها البردَ العابرَ
لعلَّ بقايا حياةٍ تحتَ الأنقاضِ.